الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛ فمن المحدثات في شهر رمضان، ما تفعله العامة في بعض البلدان الإسلامية ، من رفع الأيدي إلى الهلال عند رؤيته يستقبلونه بالدعاء قائلين: (هل هلالك، جل جلالك، شهر مبارك). نحو ذلك ، مما يعرفه له أصل في الشرع ، بل كان من عمل الجاهلية وضلالاتهم .
والذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الهلال قال: (( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلام والإسلام، ربي وربك الله))[1]. فما يفعله بعض الناس عند رؤية الهلال من الإتيان بهذا الدعاء ، والاستقبال ورفع الأيدي، ومسح وجوههم بدعة مكروهة لم تعهد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه-رضوان الله عليهم- ولا السلف الصالح-رحمة الله عليهم[2].
ومن ذلك أيضاً ما تفعله العوام ، وأرباب الطرق[3] من الطواف في أول ليلة من رمضان في العواصم وبعض القرى -المسمى بالرؤية- فإنه لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أصحابه ولا أحد من السلف الصالح ، مع اشتماله على قراءة الأوراد والأذكار ، والصلوات مع اللغط والتشويش بضرب الطبول ، واستعمال آلات الملاهي ، وزعقات النساء والأحداث وغير ذلك، مما هو مشاهد في بعض البلدان والأقطار الإسلامية[4] .
[1] - رواه أحمد في مسنده (1/162) . ورواه الترمذي في سننه (5/167) ، أبواب الدعوات ، حديث رقم (3515) . وقال : هذا حديث حسن غريب . ورواه الدارمي في سننه (2/4) كتاب الصوم ، باب ما يقال عند رؤية الهلال .
[2] - يراجع : الإبداع لعلي محفوظ ص(303، 304) .
[3] -من الصوفية المخرفين .
[4] - يراجع : الإبداع ص (304) .
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.