الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ الاستدلالُ بقولِ أبي سفيان بعد غزوةِ أُحد: (أعل هُبَل)([1])، على أنهم - أي المشركين - يقدِّمون آلهتهم على اللهِ تعالى، فكيف يكونون موحِّدين في الربوبية؟! يقول صاحب كتابِ "مفاهيم يجب أن تُصحح": »ومن هذا القبيل قول أبي سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه: (أعل هبل)، كما رواه البخاري، ينادي صنمَهم المسمَّى بهُبل أن يعلو في تلك الشدةِ ربَّ السماوات والأرض، ويقهره ليغلبَ هو وجيشُه جيشَ المؤمنين الذي يريد أن يغلبَ آلهتَهم، هذا مقدارُ ما كان عليه أولئك المشركون مع تلك الأوثان ومعَ اللهِ ربِّ العالمين« ([2]).
الرد:
أن هذا تفسيرٌ منهم لا يدلُّ عليه الكلام، بنوا عليه اللازمَ الذي يريدون، فمن قال إن مرادَ أبي سفيان أن هُبل يعلوا اللهَ سبحانه وتعالى؟! بل ظاهرُ حالِهم يدلُّ على اعتقادهم أن آلهتَم مملوكةٌ للهِ تعالى، كما سبق ذكرُه من قولهم في التلبية: »لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملِكُه وما مَلَك« ([3])، ولكن مرادُ الكلامِ منه بذلك: أن دينَهم - أي المشركين - والذي يمثِّلُه تعظيمُ هبل وغيرِه من الآلهةِ قد غَلَبَ- كذبًا وزعمًا منهم - دينَ المسلمين الذي يدعو إلى نبذِ جميعِ تلك الآلهة، قال ابن إسحاق: »معنى قولِه "أعل هبل": أي ظهرَ دينُك« ([4]).
الهوامش
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.