الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ شبهةُ استدلالِهم بقولِه تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} [الإسراء: 56]، فيقولون: إن الآية دالةٌ على أن المشركين كانوا يعتقدون في آلهتهم التأثيرَ بالنفعِ والضُر([1]).
الرد:
أولًا: الآيةُ حجةٌ عليهم، ودالةٌ على خلافِ ما يريدون، إذ أنها في الاحتجاجِ على المشركين في عبادتِهم غيرَ اللهِ تعالى مع علمِهم أنها لا تملكُ كشفَ الضرِّ ولا التحويلَ عنه، وهذا المعنى قد جاء مبينًا في آياتٍ كثيرةٍ من كتابِ اللهِ تعالى؛ كما في قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَايَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ}[سبأ: 22].
ثانيًا: الآيةُ دالةٌ على: »أن المعبودينَ من دونِ اللهِ الذين زعمَ الكفارُ أنهم يقرِّبونهم إلى اللهِ زلفى، ويشفعون لهم عنده لا يملكُون كشفَ الضرِّ عن عابديهم؛ أي إزالةَ المكروهِ عنهم، ولا تحويلًا؛ أي تحويله من إنسانٍ إلى آخر، أو تحويل المرضِ إلى الصحةِ، والفقرِ إلى الغنى، والقحطِ إلى الجدبِ ونحو ذلك« ([2]).
ثالثًا: المشركون كانوا يعتقدون النفعَ والضرَّ في آلهتهم بهذا الاعتبارِ (الوساطة)، لا لأنها تملكُ الاستقلالَ في ذلك أو أن لها شيئًا من خصائصِ الربوبيةِكالخلقِ والرزقِ ونحو ذلك([3]).
الهوامش
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.