الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمدٍ رحمةِ الله للعالمين، وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسانٍ، إلى يوم الدِّين ثم أما بعد؛
الثلاثاءُ:
يومٌ مِنْ أيامِ الأسبوعِ معروفٌ، سموه بذلكَ لأنَّه ثالث أيامِ الأسبوعِ عندَهم بدليلِ هذه التسميةِ([1]).
وكانَ حقُّه أنْ يُقالَ "الثالث"، ولكنَّه صِيغَ له هذا البناءُ ليتفردَ بِهِ.
وَ"الثلاثاء" يُجمعُ ويُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ.
ويُجمعُ على: ثلاثاوات وأثالث.
فضلُه:
لَمْ يثبتْ له شيءٌ مِنَ التفضيلِ على سائرِ الأيامِ، كما لم يثبتْ أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - اختصَّه بعبادةٍ دونَ غيرِه مِنَ الأيامِ، كمَا أنه لم يَرِدْ في صيامِه شيءٌ مِنَ الكراهةِ كما وَرَدَ في يومِ السبت ونحوه.
ما انفردَ بِه مِنْ محدثات:
لم أعثرْ على بدعٍ انفردَ بها عَنْ بقيةِ أيامِ الأسبوعِ حَسْبَ عِلْمِي وللهِ الحمد.
أحاديثُ لم تثبتْ في يومِ الثلاثاء:
((خَلَقَ اللهُ الأمراضَ يومَ الثلاثاءِ، وفيه: أُنْزِلَ أبليس إلى الأرضِ، وفيه خَلَقَ جهنمَ، وفيه سَلَّطَ اللهُ مَلَكَ الموتِ على أرواحِ بني آدم، وفيه قُتِلَ هابيل، وفيه تُوفي موسى وهارون، وفيه ابْتُلي أيوب)).
درجته: ضعيف.
انظر: التنزيه (2/65)، ذيل اللآلئ (168)، الموسوعة، (4/10075).
((إِنَّ يومَ الثلاثاء يومُ الدمِ وفيه ساعةٌ لا يرقأ)).
درجته: ضعيف.
انظر: ضعيف الجامع (رقم: 2030)، الكشف (97)، الوضع في الحديث (2/190)، الموسوعة (رقم: 6167)، المشكاة (2/4549)، ضعيف أبي داود (رقم: 831).
الأربعاء:
سببُ التسميةِ:
هوَ اليومُ الرابعُ مِنَ الأسبوعِ؛ لأنَّ أولَ الأيامِ عندَهم الأحدُ، بدليلِ هذه التسميةِ على قولٍ، ثُمَّ الأثنين، ثم الثلاثاء، ثم الأربعاء، ولكنهم اختصوه بهذا البناء ليتفرد.
و"الأربعاء" بالمد، ويُجمع على: أربعاوات وأرابيع.
فضلُه:
لم يثبتْ له شيءٌ مِنَ التفضلِ على سائرِ الأيامِ، كمَا لم يثبتْ أنَّ رسولَ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - اختصَّه بعبادةٍ، ولم يَرِدْ في صيامِه شيءٌ مِنَ الكراهةِ كمَا وَرَدَ في يومِ السبت.
قَالَ السخاوي - رحمهُ اللهُ -: (في فضيلةِ الأربعاء والتنفيرِ منه أحاديثُ كلُّها واهيةٌ).
مَا انفردَ بِهِ مِنْ مُحدثاتٍ:
1- التشاؤمُ والتطيرُ مِنْ يومِ الأربعاء:
وقدْ وَرَدَ في حديثٍ: ((أنَّه يومُ نَحْسٍ)) وهو غيرُ ثابتٍ، وفي لفظٍ آخر لا يَثْبُتُ أيضًا: ((آخرُ أربعاء الشهرِ يومُ نَحْسٍ مُسْتَمِر))([2]).
ومما اشتهرَ على الألسنةِ نقيضُ هذا، حديث: ((مَا ابتُدِئَ بشيءٍ يومَ الأربعاءِ إلَّا تَمَّ))، وهذا لا أصلَ له([3]).
2-كراهيةُ عيادةِ المريضِ يومَ الأربعاء:
وَمِنْ خرافاتِهم قولُهم: (مَنْ عَادَ مريضًا يومَ الأربعاءِ زارَهُ يومَ الخميس)، يعنون زيارتَه فِي المقبرةِ!! اللهُمَّ نعوذُ بِكَ أَنْ نكونَ مِنَ الجاهلين.
يقولُ العلامةُ القاسمي: (وَقَدْ بَلَغَني عَنْ بعضِ مشايخ أشياخِنا، أنَّه أَمَرَ يومَ الأربعاءِ أهلَه أَنْ يفتحوا بابَ دارِه لعيادتِه، وأنْ يدعوا المارةَ لذلكَ؛ رغبةً منه - رحمهُ اللهُ - في إماتةِ هذه البدعةِ)([4]).
يقولُ الإمامُ ابنُ القيمِ - رحمهُ اللهُ -: (وَلَمْ يَكُنْ مِنْ هديه - صلى اللهُ عليه وسلم - أَنْ يَخُصَّ يومًا مِنَ الأيامِ بعيادةِ المريضِ، ولا وقتًا مِنَ الأوقاتِ، بَلْ شَرَعَ لأمتِه عيادةَ المريضِ ليلًا ونهارًا وفي سائر الأوقاتِ)([5]).
3- كراهةُ السفرِ يومَ الأربعاء:
أحاديثُ لَمْ تثبتْ فيه:
((مَا ابتُدِئَ الأربعاء بشيءٍ إلَّا تَمَّ)).
درجتُه: لا أصلَ له.
انظر: الموسوعة (رقم: 21459)، التنزيه (2/56)، الإتقان (رقم: 1595)، الأسرار (401)، أسنى (رقم: 1244)، تحذير المسلمين (152)، الشذا (89)، خفا (رقم: 2191)، اللؤلؤ المرصع (466).
((لا يبدأُ جذامٌ وَلَا برصٌ إلَّا يومَ الأربعاءِ)).
درجتُه: موضوعٌ.
انظر: التنزيه (2/55)، الفوائد المجموعة (رقم: 1258)، اللآلئ (1/485)، الموضوعات (2/73)، الوضع في الحديث (2/385)، الموسوعة (8/19663)، ابن ماجه (رقم: 3487)، التذكرة (135).
((سُئِلَ النبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلم - عَن الأيامِ، وَسُئِلَ عَنْ يومِ الأربعاء، قَالَ: يومُ نَحْسٍ، قالوا: وكيفَ ذاك يا رسولَ اللهِ؟ قَالَ: فيه أَغْرَقَ اللهُ فرعونَ وَأَهْلَكَ عَادًا وَثمود)).
درجتُه: موضوع.
انظر: الموسوعة (5/117165)، اللآلئ (1/486).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.