نماذج من مواقف السلف الصالح من الأماكن المأثورة

نماذج من مواقف السلف الصالح من الأماكن المأثورة





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ أما الدليل الثاني الذي ذكره معالي الدكتور على التأصيل في التدوين للأماكن المأثورة في مكة المكرمة هو اهتمام كثير من الصحابة والتابعين بالأماكن التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو حدث له فيها أمر أو لأحد من كبار الصحابة رضي الله عنهم، واستدل على ذلك بثلاثة أمور لا علاقة لها بالتأصيل بالأماكن بمكة المكرمة، وهي كالتالي:

1-تبويب البخاري في صحيحه "باب المساجد التي على طريق المدينة، والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم"[1].

وهذا استدلال عجيب، إذ كيف يستدل معالي الدكتور بما كتب عن المساجد التي بطريق المدينة، على أنه تأصيل للأماكن المأثورة في مكة المكرمة، والمفترض أن يقول: التأصيل في التدوين للأماكن المأثورة على طريق المدينة ويغير عنوان الكتاب، إذ لا يصح الاستدلال بما أثر عن المدينة أو طريقها أنه بمكة، فهذه مغالطة ظاهرة.

2- أن هذه الأماكن التي ذكرها البخاري هو من باب ذكر المواطن وحفظها للسيرة كما يفعل ذلك باقي العلماء في ذكرهم للمواطن التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته وسفره وهذا محفوظ في كتب السير والحديث، ولم يكن القصد هو الاهتمام بتلك الأماكن، ودليل ذلك أن ابن حجر قال في شرحه لهذا الباب" تنبيهات:... الثاني: هذه المساجد لا يعرف اليوم منها غير مسجد ذي الحليفة، والمساجد التي بالروحاء يعرفها أهل تلك الناحية"[2].

ولو كان الأمر كما صوره معالي الدكتور لعاد الأمر بالنقد واللوم على الصحابة والتابعين والعلماء السابقين، إذ لم يحافظوا على تلك الأماكن حتى ضاعت وجهلها الناس اليوم، مثل هذا الكلام يقال أيضا فيما نقله عن ابن كثير[3].

3-استدلاله بحادثة إدخال حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد فأمر بعيد مستغرب فما علاقة حجر أزواج النبي بالمدينة على التأصيل في التدوين للأماكن المأثورة بمكة المكرمة، فإن هذا إيهام للقارئ وتعمية عليه، فإن كان معالي الدكتور لابد مستدلا بهذه الحادثة، فليقل: التأصيل في التدوين للأماكن المأثورة بالمدينة النبوية، وبهذا يخرج عن موضوع الكتاب[4].

وبالنظر فيما نقل معالي الدكتور، نراه قد نقل من طبقات ابن سعد، بقوله: شواهد هذا من فعل الصالح ما ذكره العلامة محمد بن سعد بن منيع الزهري في الطبقات الكبرى بسنده إلى معاذ بن محمد الأنصاري قال:" سمعت عطاء الخرساني في مجلس فيه عمران بن أنس يقول وهو فيما بين القبر والمنبر: أدركت حجر أزواج رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود فحضرت كتاب الوليد يقرأ بإدخال حجر أو زواج النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم.

قال عطاء: فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ: والله لوددت أنهم تركوها على حالها، ينش ناشئ من أهل المدينة، ويقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر، يعني الدنيا.

قال معاذ: فلما فرغ الخرساني من حديثه قال عمران بن أبي أنس: كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر من جريد، وكانت خمسة أبيات من جريد مطينة لا حجر لها على أبوبها مسوح الشعر، ذرعت الستر فوجدته ثلاثة أذرع في ذراع والعظم، أو أدنى من العظم، فأما ما ذكرت من كثرة البكاء فلقد رأيتني في مجلس فيه نفر من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: أبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو أمامة بن سهل بن حفيف، وخارجة بن زيد،  وإنهم ليبكون حتى أخضل لحاهم الدمع، وقال يومئذ أبو أمامة، ليتها تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس على البناء، ويروا ما رضي الله لنبيه ومفاتيح خزائن الدنيا بيده".

أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن عامر الأسلمي قال لي ابو بكر بن محمد بنن عمرو بن حزم وهو في مصلاه فيما بين الأسطوان التي تلي حرف القبر التي تلي الأخرى إلى طريق باب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا بيت زينب بنت جحش، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وهذا الصف كله إلى باب أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، اليوم إلى رحبة المسجد، فهذه بيوته رأيتها بالجريد قد طرت بالطين عليها مسوح الشعر".

وبالنظر فيما نقل يتبين ما يلي:

إن هذا الأثر-وهو مجموع القصتين- رواه محمد بن سعد عن محمد بن عمر(وهو الواقدي) عن معاذ بن محمد الأنصاري في القصة الأولى، وعن محمد بن عمر عن عبد الله بن عامر الأسلمي في القصة الثانية، وقد تكلم الحفاظ في إسناد القصتين كمثل: محمد بن عمر، فقد قال فيه البخاري رحمه الله: متروك الحديث، كذبه أحمد، وقال عنه مسلم رضي الله عنه: متروك الحديث[5].

فكيف يستدل معالي الدكتور بأثر حكم الحفاظ بتركه أي أنه شديد الضعف، لا يصح الاستدلال به بحال، إذ القصة ممن أولها إلى آخرها عند أهل العلم في حكم الكذب.

ومن المعلوم أن كتب السير تجمع الصحيح والمنكر وقد قال ابن جرير رضي الله عنه في تاريخه:" ومعلوم أن المؤرخين لا يهتمون بالسند وصحته، وإنما ينقلون ما يبلغهم ويجعلون العهدة على من حدثهم"[6].

فلا يقبل من معالي الدكتور على جلالته أن يؤصل على ما يقول بروايات لا تثبت من كتب السير، ثم لا يذكر دليلا واحدا من القرآن أو من السنة!!!

علاوة على أن هذا الصنيع من معالي الدكتور-وهو الاستلال بأمر مخصوص في المدنية النبوية على أمر مخصوص في مكة-هو صنيع من يستدل على وجوب الصلاة يقول تعالى عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183].

4-وأما استدلاله بحادثة تحرى أشياخ من الأنصار الصلاة في مصلى رسول الله بمسجد الخيف على أنها دليل للتأصيل في التدوين للأماكن المأثور في مكة المكرمة لا يقبل ولا يمكن أن يلتفت إليه بحال، فمثل هذه الواقعة حدثت في المدينة النبوية كثيرا، كحديث عتبان ابن مالك رضي الله عنه وفيه "فوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا حتى اتخذه مسجدا"، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك[7].

وحديث يزيد بن أبي عبيد قال:" كنت آتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف فقلت: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، قال: فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عندها"[8].

فأين من استدل بهاذين الحدين على أنه تأصيل للتدوين، وصنيع معالي الدكتور هنا من أعجب الاستدلال، على أن أثر تحرى أشياخ من الأنصار الصلاة في مصلى رسول الله بمسجد الخيف ضعيف، لجهالة خالد بن مضرس.

5-استشهاد بقول القاضي عياض:" من إعظامه صلى الله عليه وسلم وإكباره إعظام جميع أسبابه، وإكرام جميع مشاهده، وأمكنته من مكة والمدينة، ومعاهده، وما لمسه بيده، أو عرف به..."[9]، ليس فيه حجة، وذلك لما يلي:

أولا: إن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا كما أراد النبي صلى الله عليه وسلم وليس باجتهادات الناس، لأن الناس لا ينضبطون وليسوا بمعصومين، فمنهم من يعدو ومنهم من يجفو، والمعتبر في هذا الباب هو النص المعصوم، لذا عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم من بعض أصحابه غلوا فه نهاهم عنذلك فعن مطرف بن عبد الله قال، قال أبي انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا أنت سيدنا، فقال" السيد الله تبارك وتعالى" قلنا: افضلنا فضلا وأعظمنا طولا، فقال:" قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان"[10]، فإذا كان هذا حال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بمن بعدهم.

ثانيا: أقوال العلماء لا تكون حجة إلا بالدليل، فالدليل هو الحجة لا أقوال الرجال، والمفترض من معالي الدكتور أن يستدل لأقواله بالدليل، لا أن يستدل بأقوال العلماء على أنها الدليل، فأقوال الرجال تعارض بمثلها، ولا حجة إلا في النص المعصوم.

ثالثا: كتاب القاضي عياض-وهو الشفا- في السيرة، معلوم تساهل أهل السير فيما ينقلون، فعلى سبيل المثال من راجع الفصل الذي ذكر معالي الدكتور عنونه من كتاب الشفا يجد: أنه مليء بما لا يثبت، وما لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل وما يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه!!! ولا يصح الاعتماد عليه في النقل لتقرير مسألة أو حكم.

6-وأما استشهاده، بقول العلامة السخاوي:" إن سبب النجاة الاستقامة في الأحوال والأفعال، ولا يتم ذلك إلا بسائق وقائد، كصحبة الصالحين، أو سماع أحوالهم، والنظر في آثارهم عند تعذر الصحبة، حيث تتصور النفس أعيانهم، وتتخيل مذاهبهم، لأنك لو أبصرت لم يبق عندك إلا التذكر والتخيل، وكان السمع كالبصر، والعيان كالخبر"[11].

فموضع الشاهد منه هو قوله:" والنظر في آثارهم عند تعذر الصحبة" فإن كان يقصد بالآثار أعيانا قائمة، وهو مراد معالي الدكتور فبطل، لأنه عين ما فعله قوم نوح فقاد أجيالهم إلى الشرك، قال ابن عباس رضي الله عنه: في تفسير قول الله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } [نوح: 23]،"هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا، وأوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك ونسي العلم عبدت"[12].

وإذا أفضنا إلى هذا أن السخاوي على جلالته ليس معصوما وما يقوله إذا عارض النص فإنه يطرح ولا يلتفت إليه فضلا عن أن يستدل به، وإن كان يقصد بالآثار هو القصص والتاريخ المروي عنهم من تاريخ وسير ومآثر، فليس لمعالي الدكتور أي وجه للاستشهاد بقول السخاوي رضي الله عنه فتأمل.

7-وأما استدلاله[13]بقوله تعالى: { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } [الأنعام: 10، 11]، فبعيد بل عجيب، لأن الأمر في الآية جاء بطلب السير في الأرض، والنظر كيف كانت عاقبة المكذبين وليس النظر في آثار الصالحين، وقد تتبعت الآيات التي جاءت في هذا المعنى من أول المصحف إلى آخره فوجدتها كلها في حق المكذبين والمجرمين حيث يقول الله تعالى: {وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [العنكبوت: 18 - 20]، ويقول تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [الروم: 9]، ويقول تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ} [الروم: 42]، ويقول تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا } [فاطر: 44]، ويقول تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ } [غافر: 21]، ويقول تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [غافر: 82].

فكيف يستدل معالي الدكتور بما نزل في حق المعذبين على آثار وأماكن الصالحين؟! وهل من الأدب أن يقال في آثار النبي صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الأنعام: 11].

ونحن في العصر الحاضر وقد تكالبت عينا الأمم أحوج ما نكون إلى دروس في الصبر والمصابرة، وذلك بالنظر في عاقبة المذبين كما أمر الله عز وجل.

8-أما خاتمة هذا الفصل فجاءت بعيدة علن المنهج العلمي:

إذ قال معالي الدكتور:" تحقيقا لما ذكره شمس الدين السخاوي، ولا علامة المفسر ابن عطية رحمهما الله وغيرهما، وتطبيقا لما سار عليه السلف في هذا الاتجاه، أفرد علماء الأمة ومؤرخوها المؤلفات العديدة عن الآثار النبوية".

فمقدمة هذه القضية قوله: تحقيقا لما ذكره السخاوي وابن عطية.

ومن المعلوم أن السخاوي توفي في القرن العاشر، وابن عطية توفى في القرن السادس وهما متأخرين، فكيف يفرد علماء الأمة ومؤرخوها-كالأزرقي والفاكهي- تحقيقا لقولهما وهما قد جاءا بعدهما!!!

وأما المقدمة التي نص عليها بقوله:" وتطبيقا لما سار عليه السلف..." فهذا أمر مجمل فما الذي سار عليه السلف، وقد تقدم معنا في المبحث السابق تأصيل ما عليه السلف وليس فيه ما يدعو علماء الأمة ومؤرخوها إلى التأليف عن الآثار النبوية، ولكن الذي دعا المؤرخين إلى الكتابة والتأليف هو للتاريخ فقط، وهو أمر عام بمكة وغيرها لا يصلح أن يكون تأصيلا في التدوين للأماكن المأثورة في مكة المكرمة.

 



[1] انظر: الأماكن المأثورة المتواترة في مكة المكرمة عرض وتحليل (21).

[2] انظر: فتح الباري (1/378).

[3] انظر: الأماكن المأثورة المتواترة في مكة المكرمة عرض وتحليل(22).

[4] المرجع السابق (22-23).

[5] تهذيب الكمال للمزي (6/451).

[6] انظر: تاريخ الطبري (15).

[7] أخرجه البخاري: كتاب الصلاة، باب: المساجد في البيوت (426).

[8] أخرجه البخاري: كتاب الصلاة، باب: الصلاة إلى الاسطوانة (502).

[9] انظر: الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/56).

[10] أخرجه: أبو داود في سننه كتاب الأدب، باب في كرهية التمادح، حديث رقم (4808)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/689)، حديث (3700).

[11] انظر: تاريخ الطبري (15).

[12] أخرجه البخاري: كتاب التفسير، باب{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } [نوح: 23]، رقم (4920).

[13] انظر: الأماكن المأثورة المتواترة في مكة المكرمة عرض وتحليل (25).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
نماذج من مواقف السلف الصالح من الأماكن المأثورة.doc doc
نماذج من مواقف السلف الصالح من الأماكن المأثورة.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى