"مؤسسة طابة" النموذج الغربي للفكر الإسلامي
"قراءة في الأبعاد والتوجهات"
لم يكن إنشاء المؤسسات التي تعمل تحت مسمى إسامي بعيدًا عن فكر الغرب لتحقيق أهدافها من صياغة الإسام على الطريقة التي تتفق وأهدافها ولا تجد نفور من المسلمين في تلقيها والتعامل معها، لكنها بدأت في العمل المكثف منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات وأثناء الإرهاصات الأولى لهذا السقوط بداية الثمانينيات، في هذه المرحلة تم التأسيس لعدو بديل عن الاتحاد السوفيتي تتخذه أمريكا وأوروربا وهو الإسام الأصولي الذي يدعو إلى احتكام المسلمين لدينهم من خال إعادة نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاقتصادي الذي يتناقض مع الفكرة العلمانية التي يُرادُ ترسيخها في المجتمعات المسلمة..
ولأن العمل المؤسسي يستطيع أن ينشر دعوته بشكل واسع ويحقق نتائج واقعية ويستمر بشكل منظم لا يعتمد على الأشخاص بقدر اعتماده على المنظومة الإدارية التي تقوم على تشغيله وتفعيله، لذلك كان تفكير الغرب في إنشاء تلك المؤسسات وتربيطها بعضها ببعض لخدمة الهدف الاستراتيجي العام. تعتبر مؤسسة طابة أحد النماذج الحية المعبرة عن الصورة الغربية للفكر الإسامي وهي شبيهة بمؤسسات أخرى في نفس السياق مثل المعهد العالمي للفكر الإسامي، لكنها تتعداه في ربطها بسلسلة من المؤسسات تختلف في الشكل وتتفق في المضمون.
يهدف هذا البحث إلى كشف العلاقة بين الغرب ومؤسسة طابة وسبر أغوارها واستشراف مستقبلها.
لذلك تكمن المشكلة البحثية في الإجابة على مجموعة الأسئلة البحثية الآتية:
س: كيف يمكن إدراك التآخي بين الصوفية والحداثة وتحليل تناقضاتها؟
س: كيف تحقق الصوفية للفكر الغربي ما تريده من أهداف؟
س: لماذا ركزت الرؤية الغربية على الصوفية السياسية
والفكرية بديلًا عما يسمونه الإسلام السياسي؟
في ضوء ما سبق سوف نستخدم عددًا من مناهج البحث لتحقيق التكامل في التحليل: المنهج الوصفي التحليلي كمنهج عام واقتراب المؤسسة كمنهج سياسي واقتراب المنظور الثقافي كمنهج فكري.
بالإضافة إلى منهج السيناريوهات لاستشراف مستقبلها.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.