صفةُ العلِمِ

صفةُ العلِمِ





الحمدُ للهِ وَالصلاةُ وَالسلامُ على رسولِ اللهِ وَآلِه وَصحبِه وَمنْ والَاه وَبعد..العلمُ مِنَ الصفاتِ الذاتيةِ العقليةِ الخبريةِ، وَالعليمُ اسمٌ منْ أسمائِه؛ فأهلُ السنةِ أثبتوا عمومَ علمِ اللهِ تعالى، وَإحاطتَه بكلِّ معلومٍ، وَأنَّه لا تخفى عليه خافيةٌ، وَلا يعزبُ عنه مثقالُ ذرةٍ في السماواتِ وَالأرضِ، بلْ قدْ أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا، وَأحصى كلَّ شيءٍ عددًا، وَاستدلُّوا على إثباتِ هذه الصفةِ بما يلي:

أولًا ـ الأدلةُ مِنَ القرآنِ:

1- قالَ تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127].

2- وَقالَ تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].

3- وَقالَ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 119].

4- وَقولُه تعالى: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 166].

5- وقولُه تعالى: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59].

ثانيًا ـ الأدلةُ مِنَ السُّنةِ:

استدلَّ أهلُ السنةِ وَالجماعةِ على إثباتِ صفةِ العلمِ بأدلةٍ كثيرةٍ مِنَ السنةِ؛ منها ما يلي:

1- عن أُبي بن كعبٍ - رضيَ اللهُ عنه -: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فَقَالَ: ((إِنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، فَكَيْفَ لِي بِهِ؟ قَالَ: تَأْخُذُ مَعَكَ حُوتًا، فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ، فَحَيْثُمَا فَقَدْتَ الْحُوتَ، فَهُوَ ثَمَّ.

فَأَخَذَ حُوتًا، فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ ثُمَّ انْطَلَقَ، وَانْطَلَقَ مَعَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ، وَضَعَا رُءُوسَهُمَا فَنَامَا وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ فَخَرَجَ مِنْهُ، فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ، {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}، وَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنِ الْحُوتِ جِرْيَةَ الْمَاءِ، فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلُ الطَّاقِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نَسِيَ صَاحِبَهُ أَنْ يُخْبِرَهُ بِالْحُوتِ فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتِهِمَا.

حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ، قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}، قَالَ: وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ، حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ، فَقَالَ فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحَرِ عَجَبًا}، قَالَ: فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرِبًا، وَلِمُوسَى وَلِفَتَاهُ عَجَبًا، فَقَالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}.

قَالَ: رَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا، حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى، فَقَالَ الْخَضِرُ: وَأَنِّي بِأَرْضِكَ السَّلامُ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى، قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا، قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا يَا مُوسَى، إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ، تَعَالَى، لا تَعْلَمُه، عَلَّمَنِيهِ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَ لا أَعْلَمُهُ، فَقَالَ مُوسَى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا}.

 فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ فَحَمَلُوهُ بِغَيْرِ قَوْلٍ، فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ، لَمْ يُفَاجَأْ إِلا وَالْخَضِرُ قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ بِالْقَدُومِ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ قَدْ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ، فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا، قَالَ: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}؟ قَالَ: {لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيت وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}.

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا، قَالَ: وَجَاءَ عُصْفُورٌ، فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نُقْرَةً، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ: مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلا مِثْلُ مَا نَقَرَ هَذَا الْعُصْفُورِ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ...)) الحديث([1]).

2- وعنْ ابنِ عباسٍ - رضيَ اللهُ عنهما - قالَ: ((كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم يقولُ عندَ الكربِ: لا إلهَ إلا الله العليمُ الحليمُ، لا إلهَ إلا الله ربُّ العرشِ العظيمِ، لا إلهَ إلا الله ربُّ السماواتِ، وربُّ الأرضِ، وربُّ العرشِ الكريمِ))([2]).

3- وعنْ أبِي هريرة - رضيَ اللهُ عنه -، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - قال: ((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلائِكَةُ النَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ))([3]).

4- وعن معاذ - رضيَ اللهُ عنه - قالَ: ((كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، قَالَ: فَقَالَ: يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقُّ العبادِ عَلَى الله؟ قَالَ: قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللّهِ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ - عز وجل - أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: لاَ تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا))([4]).

5- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - يقولُ: سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم عن ذراري المشركين؟ فقالَ: ((اللهُ أعلمُ بما كانوا يعملون))([5]).

ثالثًا ـ أقوالُ الصحابةِ السلفِ في إثباتِ صفةِ العلمِ:

أثبتَ أصحابُ النبيِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلم - وَسلفُ الأمةِ صفةَ العلمِ للهِ؛ وَمما يدلُّ على ذلك ما يلي:

1- أخرجَ البيهقيُّ([6]) بإسنادِه عنْ عطاء بنِ السائبِ عنْ أبيه قالَ: ((صلَّى بنا عمارُ بن ياسر يومًا صلاةً فأوجزَ فيها؛ فقالَ بعضُ القومِ: لَقَدْ خَفَّفْتَ أوْ كلمةً نحوها، فقالَ: لَقَدْ دعوتُ بدعواتٍ سمعتهنَّ مِنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم، قالَ: فلما انطلقَ عمارُ اتَّبعه رجلٌ - وهو أَبِي - فسألَه عن الدعاءِ، ثمَّ جاءَ فأخبرَ بِه، فقالَ: اللهمَّ بعلمِك الغيبِ وَقدرتِك على الخلقِ ...)) الحديث([7]).

2- وَأخرجَ اللالكائيُّ بسندِه عن ابنِ عباسٍ - رضيَ اللهُ عنهما - في قولِ اللهِ تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قالَ: عِلْمُه([8]).

3- وَأخرجَ البيهقيُّ بسندِه عنْ ابنِ عباسٍ - رضيَ اللهُ عنهما - في قولِ اللهِ تعالى: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23] يقولُ: أضلَّهُ اللهُ في سابقِ علمِه([9]).

4- وَعنْ ابنِ عباسٍ - رضيَ اللهُ عنهما - في قولِ اللهِ تعالى: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7]، قال: (يعلمُ ما أسرَّ ابنُ آدم في نفسِه، وما خفيَ على ابنِ آدم مما هو فاعلُه قبلَ أنْ يعملَه، فاللهُ تعالى يعلمُ ذلك كلَّه، وعِلْمُه فيما مضى منْ ذلكَ وما بقيَ علمٌ واحدٌ)([10]).

5- وَعنْ ابنِ عباسٍ - رضيَ اللهُ عنهما - في قولِه - عز وجل -: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]، قال: (يكونُ هذا أعلمَ منْ هذا، وهذا أعلمَ مِنْ هذا، واللهُ فوقَ كلِّ عالمٍ)([11]).

6- وعنْ معدان([12]) قالَ: سألتُ سفيانَ الثوري عن قولِه: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، قالَ: علمُه([13]).

7- وعنْ مقاتل بن حيان([14]) في قولِه تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة: 7]، قالَ: (هوَ على العرشِ، ولن يخلو شيءٌ مِنْ عِلْمِه)([15]).

8- وَعَنْ يوسف بن موسى البغدادي([16])، أنه قيل لأبِي عبدِ اللهِ أحمد بن حنبل: (اللهُ - عز وجلَّ - فوقَ السماءِ السابعةِ على عرشِه، بائنٌ مِنْ خلقِه، وَعِلْمُهُ في كلِّ مكانٍ؟ قال: نَعَم على العرشِ، وَعلمُه لا يخلو منه مكانٌ)([17]).

9- وَعنْ عبدِ اللهِ بن نافع قالَ: (مُلْكُ اللهِ في السماءِ، وَعِلْمُه فِي كُلِّ مكانٍ لا يخلو مِنْه شيءٌ)([18]).

رابعًا ـ الإجماعُ على صفةِ العلمِ:

نَقَلَ بعضُ أهلِ العلمِ إجماعَ الأمةِ على إثباتِ صفةِ العلمِ؛ ومِنْ ذلك ما يلي:

1- قالَ الأشعريُّ في رسالتِه إلى أهلِ الثغرِ: (وَأَجْمَعُوا أنه تعالى لَمْ يَزَلْ موجودًا حيًّا قادرًا عالمًا مُرِيدًا مُتكلمًا سميعًا بصيرًا)([19]).

2- وَقال الآجري: (فابتدأَ اللهُ - عز وجلَّ - الآيةَ بالعلمِ وخَتَمَها بالعلمِ، فعلمُه - عز وجلَّ - محيطٌ بجميعِ خلقِه وَهُوَ على عرشِه، وَهذا قولُ المسلمين)([20]).

3- وَقالَ الذهبي: (أجمعَ علماءُ الصحابةِ وَالتابعين الذين حُمِلَ عنهم التأويلُ، قالوا في تأويلِ قولِه تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}: هوَ على العرشِ، وعلمُه في كلِّ مكانٍ، وما خَالَفَهُم في ذلك أحدٌ يُحْتَجُّ بقولِه)([21]).

4- وَقَال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية: (وَكذلك لمَّا اتفقوا على أنه حيٌّ حقيقةً، عالمٌ حقيقةً، قادرٌ حقيقةً، لمْ يكنْ مرادُهم أنه مثلُ المخلوقِ الذي هوَ حيٌّ عليمٌ قديرٌ)([22]).


الهوامش:

([1]) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف: 60]، (4725)، ومسلم، كتاب فضائل الخضر عليه السلام، (3280).

([2]) رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] {وهو رَبُّ العَرْشِ العَظِيم}، (7426)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب دعاء الكرب، (2730)، واللفظ للبخاري.

([3]) رواه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة العصر، (555)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، (632).

([4]) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب اسم الفرس والحمار، (2856)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب من لقيَ اللهَ بالإيمان وهو غير شاكٍّ فيه دخل الجنة وحرم عليه النار، (30).

([5]) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، (1384)، ومسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يُولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المشركين، (2659).

([6]) هو: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخرساني البيهقي الحافظ العلامة الثبت الفقيه، أبو بكر، وُلد سنة (384هـ)، سمع من الحاكم أبي عبد الله ومن أبي الحسن العلوي، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأخذ عنه زاهر الشحامي وحمد الفوازي، وعبد المنعم القشيري وغيرهم، عني بالتصنيف والتأليف، فألَّف كُتبًا لعلها تقارب ألف جزء، وأكثر تصانيفه بدائع منها: "السنن الكبرى، الاعتقاد، الأسماء والصفات"، تُوفي سنة (458هـ)، انظر: طبقات فقهاء الشافعية، ابن الصلاح، (1/322)، وفيات الأعيان، ابن خلكان، (1/75).

([7]) رواه البيهقي في الأسماء والصفات، (1/302).

([8]) رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، (3/449) (679).

([9]) رواه البيهقي في الأسماء والصفات، (1/309).

([10]) المصدر السابق، (1/309).

([11]) المصدر السابق، (1/311).

([12]) هو معدان بن أبي طلحة، ويُقال: ابن طلحة، اليعمري الكتاني الشامي، روى عنه ثوبان مولى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وعمير بن الخطاب، وأبي درداء، روى عنه سالم بن أبي الجعد والوليد بن هشام، والسائب بن حبيش، انظر: تهذيب الكمال، المزي، (28/256)، الكاشف، الذهبي، (2/279).

([13]) رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة، (3/445)، (672).

([14]) مقاتل بن حيان: أبو بسطان مقاتل بن حيان، النبطي البلخي الخرساني، أحد الأعلام، قال عنه الإمام الذهبي: (كان عابدًا كبير القدر صاحب سُنة واتباع، وثَّقه الإمامُ يحيى بن معين، وأبو داود وغيرُهما، روى عنه: الضحاك ومجاهد وعكرمة والشعبي، وروى عنه ابنُ المبارك وبكير بن معروف وعيسى بن غنجار، تُوفي قبل 150 هـ، انظر: ميزان الاعتدال، الذهبي، (4/171)، تقريب التهذيب، ابن حجر، ص(544).

([15]) رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد، (3/444)، (670).

([16]) يوسف بن موسى: بن راشد القطان الكوفي، نزل بغداد، إمام ثقة سمع من جرير وأبي خالد الأحمر وابن وهب، وعنه: البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن معين، تُوفي سنة (253هـ)، انظر طبقات الحنابلة، ابن رجب، (1/421)، الكاشف، الذهبي، (2/401).

([17]) رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد، (3/445-446)، (674).

([18]) المصدر السابق، (3/445)، (673).

([19]) انظر: رسالة إلى أهل الثغر، أبو الحسن الأشعري، ص(213).

([20]) انظر: الشريعة، الآجري، ص(288).

([21]) انظر: مختصر العلوم، الذهبي، ص(268).

([22]) انظر: الفتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية، (3/46).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
صفةُ العلِمِ.doc doc
صفةُ العلِمِ.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى