الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ يستدل المبتدعة بجواز الحلف بغير الله بدليل سماع النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب حين قال:
كذبتم وبيتِ الله نُبَزي محمدًا
|
ولما نُطاعن دونه ونناضل
|
وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، وعدم إنكاره له([1]).
الرد:
أولًا: هذا البيت من قصيدةٍ طويلة لأبي طالب، قالها لما تمالأت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه([2])، ولعل الإقرار المقصود هنا ما جاء في إعجابِ النبي صلى الله عليه وسلم بأبيات فيها لمَّا استسقى للناس.
ثانيًا: القصة التي وردت في ذلك ضعيفة؛ فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال: »ربما ذكرتُ قولَ الشاعرِ وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي، فما ينزلُ حتى يجيش كلُّ ميزابٍ...« وذكر البيت([3])، وهذا ليس فيه البيت المستدل به، والحاصل أن الرواية المتضمنة للبيت ضعيفة، فلا تعارض بها الأحاديث الصحيحة الصريحة.
ثالثًا: هذه العبارة يستخدمها العرب في أشعارهم؛ مما يمكن القول معه بأنها مما يجري على اللسان، كما قيل في الإجابات عن الأحاديث المتضمنة الحلف بغير الله تعالى؛ ومما يدل على ذلك قول الشاعر:
كذبتم وبيتِ الله لا تنكحونها |
بني شاب قرناها تصر وتحلب([4]) |
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.