حسن ظن المؤمن بربه واعتماده عليه من بواعث التوكل على الله

حسن ظن المؤمن بربه واعتماده عليه من بواعث التوكل على الله






إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فإن حسن الظن بالله والاعتماد والثقة به سبحانه تتحقق بامتلاء قلب المؤمن بالظنون الحسنة حتى يستولي ذلك على لسانه وجوارحه، فالقلب المؤمن إذا قرب من الله؛ كان تلقيه من الله بحسب قربه منه، وبذلك يكون له قلب طاهر صاف منزه عن الأدناس، ويغلب على القلب النور، فيفيض على الأركان؛ لذلك على المؤمن أن يكون حسن ظنه بربه، وخالقه نابعًا من مقدار معرفته به سبحانه جل جلاله، فالله تعالى هو معتمدنا، وثقتنا، وهو الحاكم فإذا حكم بحكم وقضى أمرًا فلا مرد له.
"فمن كان مقبلًا على شأنه متوكلًا على خالقه يعلم أنه لا يجلب الخير سواه، ولا يصرف السوء إلا إياه، فليكن جليسك، وأنيسك وموضع توكلك وشكواك، فإن ضعف بصرك فاستغث به، وإن قل يقينك فسله القوة"[1]، فالمؤمن يحسن ظنه بربه، ويعتمد عليه في النصر، والرزق، والشفا، وفي تسهيل الصعاب من أمور الدنيا والآخرة.
قال تعالى: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 122]، وقوله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160]، وقوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
فالآيات السابقة جميعها تحث على التوكل على الرب سبحانه مع حسن الظن به، لننال المنشود والمرغوب عاجلًا أو آجلًا، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لنا في غزواته ومعاركه دروس مستفادة، فهذه غزوة أحد "تعلمنا أن نسلم أمورنا لله، وأن نتوكل عليه، وألا نخالف أمره، ومن ثم أمرنا سبحانه ألا نتوكل إلا عليه، وألا نفوض أمورنا إلا إليه"[2].
فالله سبحانه قد كفى المؤمنين، وأعانهم، وعصمهم من وقوع ما يضرهم في دينهم ودنياهم فمحسن الظن يسأل، ويطلب ربه، ويسأله من فضله، وأحب ما إلى الجواد: أن يرجى، ويؤمل، ويسأل، وهو متعلق ذلك السائل بأسمائه متعبد بها، داع بها؛ لذلك ينبغي لنا الاعتماد على حول الله وقوته متبرئون من حولنا وقوتنا لنضمن النصر، والغلبة، والفلاح، قال تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
والمعنى في الآية: ن حال المؤمنين المتيقنين لقاء الله تعالى ويتوقعون ثوابه هم الثابتون لمحاربة الأعداء ومقاومتهم، فمشيئة الله تعالى حكمت بالغلبة للمؤمنين فقد قالوا قولهم "قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله..." تتميمًا لجوابهم، وتأييدًا له بطريق الاعتراض التذييلي تشجيعًا لأصحابهم، وتثبيتًا لهم على الصبر المؤدي إلى الغلبة، وكذا الحال إذا جعل ذلك ابتداء كلام من جهة الله تعالى جيء به تقريرًا لكلامهم؛ والمعنى: قال الذين يظنون أو يعلمون من جهة النبي أو من جهة التابوت والسكينة أنهم ملاقوا نصر الله العزيز كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله تعالى[3].
فظنهم هذا من باب يقينهم لا عيانًا بل يقين تدبر، وهم بذلك وصفوا بالأعلون إيمانًا[4]، فالله قد كفل لعباده الرزق والمعيشة من ملك ورياسة، وأموال، وبنين، وصحة، وعافية بدنية، هذا لمن جمع بين الإيمان الصحيح، المستلزم لأعمال الإيمان الظاهرة، والباطنة، وبين التوكل الذي هو الآلة لكل عمل، والوسيلة فكل عمل لا يصحبه التوكل، فغير تام، فالله تعالى يسوق الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه، ولا يشعر به، في أمر دينه، ودنياه، فعلى المؤمن أن يعتمد ويحسن الظن بالله في جلب ما ينفعه، ودفع ما يضره، ويثق به في تسهيل ذلك.
قال تعالى: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الشورى: 36]، إن متاع الدنيا من مظاهر حكمة الله في خلقه، فلا ينبغي التفاخر به وكل متاع في الدنيا أيام قليلة تنقضي، وتذهب، لا يعلم ذلك إلا الموحدون المتوكلون على ربهم، فالإمداد بالرزق يخضع لحكمة ومشيئة يعلمها الخالق سبحانه[5]، وقال تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3].
والمعنى المراد من الآية: أن "الإيمان بالله واليوم الآخر يوجب لصاحبه أن يتعظ بمواعظ الله، وأن يقدم لآخرته من الأعمال الصالحة، ما يتمكن منها، بخلاف من ترحل الإيمان من قلبه، فإنه لا يبالي بما أقدم عليه من الشر، ولا يعظم مواعظ الله، لعدم الموجب لذلك، ولما كان الطلاق قد يوقع في الضيق والكرب والغم أمر تعالى بتقواه... فإذا أراد العبد الطلاق وفعله على الوجه الشرعي فالله تعالى يجعل له فرجًا ومخرجًا من كل شدة ومشقة والآية وإن كانت تعالى يجعل له فرجًا ومخرجًا من كل شدة ومشقة والآية وإن كانت في سياق الطلاق والرجعية، فإن العبرة بعموم اللفظ فكل من اتقى الله ولازم مرضاته في جميع أحواله، فإن الله يثيبه في الدنيا والآخرة – فيسوق الله الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه، ولا يشعر به في أمر دينه ودنياه بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه، ودفع ما يضره، ويثق به في تسهيل ذلك فالله كافيه الأمر الذي توكل عليه فيه وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوين العزيز الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء، ولكن ربما أن الحكمة الإلهية، اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له فلابد من نفوذ قضائه وقدره)[6].
فالآية { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} دليل على وجوب التوكل على الله وتفويض الأمر إليه مع بيان السبب والحكمة، فكل من يتوكل على الله ويفوض الأمر إليه كفاه ما أهمه لاسيما أن هم الطلاق هم عظيم، وما يتبعه من نفقة، وخلاف ذلك فسواء من توكل عليه ومن لم يتوكل لا ينبغي عليه إهما اتخاذ الأسباب، وقال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]، والمعنى: " رزقكم من الأمطار، وصنوف الأقدار، الرزق الديني والدنيوي، فإنه ينزل من عند الله كسائر الأقدار، فهذه السماء من شمس وقمر وكواكب ومطالع، ومغارب لتي تختلف بها الفصول، التي يكون تغيرها مناسبًا لأنواع النباتات المختلفة التي تسقى بماء الأمطار وتسوقها الرياح، وتغذيه الشمس بحرارتها –التمثيل الغذائي – ويمنحها نور القمر قوة ونموًا ونضوجًا"[7]، فسبحان الرزاق الكريم الكبير.
إن محسن الظن بالله تعالى مطمئنة نفسه إلى خالقه، ومدبره إلى ما وعد الله فيسلم نفسه ويرضى ولا يسخط وهو يرى، أن النملة رازقها، وكالئها، خالقها سبحانه حلقت قدرته فكيف به وهو من فضله الله تعالى على جميع مخلوقاته، وبهذا يزداد المؤمن رضىى وثقة بكلاءة الله عز وجل له.
" عبن البراء قال: اشترى أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال ابو بكر لعازب: مر البراء فليحمل إلى رحلي، فقال عازب: لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجنا من مكة والمشركون يطلبونكم قال: ارتحلنا من مكة فأحيينا – أو سرينا – ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوى إليه، فإذا صخرة أتيتها، فنظرت بقية ظل لها فسويته، ثم فرشت للنبي صلى الله عليه وسلم فيه، ثم قلت له: أضطجع يانبي الله، فاضطجع النبي صلى الله عليه وسلم ثم انطلقت انظر ما حولي: هل أرى من الطلب أحدا، فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا، فسألته فقلت له: لمن أنت يا غلام، قال لرجل من قريش، سماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قلت: فهل أنت حالب لنا؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه، فقال: هكذا، ضرب إحدى كفيه بالأخرى، فحلب لي كثبة من لبن، وقد جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضيت، ثم قلت: قد آن الرحيل يا رسول الله؟ قال: «بلى». فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله، فقال: "لا تحزن إن الله معنا"[8].
فهذا رسولنا الكريم خرج هو وخليفة المسلمين، لا يملكان شيئًا من الدنيا، لا يملككان سوى الإيمان والثقة بالله، وحسن الظن به وبوعده سبحانه، فكانا المثل التطبيقي الحي في الثقة وحسن الظن بالله تعالى والتوكل عليه، ومن قبل مريم ابنة عمران والله وكيلها وكافلها في أمورها وشؤونها، قال تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].
"إن هذا الرزق المبارك يفيض من حولها لبركتها حتى ليعجب كافلها –وهو نبي – من فيض الرزق، فيسألها: كيف ومن أين هذا كله؟ فلا تزيد على أن تقول في خشوع المؤمن، وتواضعه، واعترافه بنعمة الله، وفضله، وتفويض الأمر إليه كله: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، وهي كلمة تصور حال المؤمن مع ربه، واحتفاظه بالسر الذي بينه وبين الله، والتواضع في الحديث عن هذا السر، لا التنغج به والمباهاة! كما أن ذكره هذه الظاهرة غير المألوفة التي تثير عجب نبي الله زكريا"[9] الذي سخره الله تعالى ليكفلها ويلزم نفسه لتربيتها التربية الصالحة، قال تعالى: {وكفلها زكريا}.
فمريم عليها السلام، أحسنت الظن بربها ووثقت وأيقنت أن الله عز وجل كالئها، وحافظها، ورازقها؛ لأنها من بيت اتسم بالعبودية الخالصة لله تعالى والتوجه إليه بالكلية، وتجرد من كل ما لا يرضي الله به ويقبله، فهي بذلك كانت ممن شمله الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا، تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي، أتيته هروله"[10]، كيف لا تكون مشمولة في الحديث وهي العابدة الناسكة في المحراب، سليمة القلب، الطاهرة العفيفة، محسنة الظن بالله، وقد أتت بذلك لمعرفتها بقدر الله، ومدى رحمته، فيقينها أوصلها بربها، فزادها قربًا، وحبًا، وعزة، ورفعة وتوكلًا عليه، "فالله تعالى يرزق من يريد رزقه بما لا يرف مقداره لأنه موكول إلى فضل الله"[11]، فالمؤمن لن يدرك حقيقة حسن الظن بالله إلا بعد أن يرى ثمرته ويسعد بها "فحسن الظن لقاح الإيمان، فإذا اجتمع الإيمان وحسن الظن أثمرا العمل الصالح، وحسن الظن بالله لقاح الافتقار والاضطرار إليه فإذا اجتمعا أثمرا إجابة الدعاء"[12].
نعم إن حسن الظن يزيد وينمي الإيمان، وينتج عنهما الثمار الطيبة العبقة، فلابد من اللقاح الجيد، وهو الافتقار إلى ذات الله تعالى ولنعلم أننا مضطرون للالتجاء إليه سبحانه، فحسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة، فما من عبد مؤمن يحسن الظن بالله عز وجل إلا أعطاه الله عز وجل ظنه؛ ذلك لأن الخير منه وإليه سبحانه "فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له، يكون توكلك عليه، ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله"[13].
"وحسن الظن كذلك إن حمل على العمل وحث عليه ساق إليه فهو صحيح، وحسن الظن: هو رجاء بالله تعالى فمن كان رجاؤه هاديًا له إلى الطاعة وزاجرًا له عن المعصية: فهو رجاء صحيح، والرجاء وحسن الظن إنما يكون مع الإتيان بالأسباب التي اقتضتها حكمة الله في شرعه، وقدره، وثوابه، وكرامته، فيأتي العبد بها، ثم يحسن ظنه بربه، ويرجوه أن لا يكله إليها، وأن يجعلها موصلة إلى ما ينفعه ويضرب عما يعارضها، ويبطل أثرها"[14].
فالله تعالى يعلم من النفس استيقانها، من نبل، وطهارة القصد فينفذ مشيئته الخيرة لعلمه بالنية الطيبة، والعزم على الطاعة، والتوجه إلى الله في خلوص، وما حسن الظن إلا برهان على سلامة القلب وطهارة النفس، فمن جمع وقرن بين التوكل وحسن الظن بالله فقد ينعم ويحظى صاحبه بمحبة الرحمن، ويتحقق له مزية كمال الإيمان، وعلامة حسن الخاتمة للأعمال.

الهوامش:
[1] الإمام ابن الجوزي، صيد الخاطر، حققه وراجعه على الطنطاوي، وناجي الطنطاوي (بيروت: دار الفكر طبعة 1407هـ)، ص 371 باب رقم 334.
[2] انظر: لسعيد حوى، الأساس في التفسير، ص2/868.
[3] انظر: لأبي السعود، إرشاد العقل السليم...، (1/283)
[4] انظر: للألوسي، روح المعاني، (1-2/ 171)
[5] وهبه الزحيلي، التفسيبر المنير، (25-26/ 75- 77)
[6] انظر: السعدي، التيسير، (5/259- 260)
[7] وهبة الزحيلي، التفسير المنير، ج 27-28، ص 19.
[8] صحيح البخاري مع فتح الباري، لابن حجر، (7/9) ح (3652) كتاب فضائل أصحاب النبي .
[9] انظر: لسيد قطب، في ظلال القرآن، (1/387)
[10] صحيح البخاري، (8/528)ح رقم (7405) كتاب التوحيد واللفظ له؛ ومسلم ح (2675)، (4/261) كتاب الذكر والدعاء.
[11] انظر: للطاهر بن عاشور، التنوير والتحرير، مج (3-4-5/ 237).
[12] انظر: لابن قيم الجوزيه، الفوائد، ص 256.
[13] ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين، ص 2/126.
[14] انظر: لابن القيم، الداء والدواء، تقديم محمد غازي، (جدة: دار المدني، طبعة 1403هـ) ص 54-55.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
حسن ظن المؤمن بربه واعتماده عليه من بواعث التوكل على الله doc
حسن ظن المؤمن بربه واعتماده عليه من بواعث التوكل على الله doc

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى