وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة

وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛ فلزوم الجماعة يعني: الثبات على وحدة الكلمة بين المسلمين، ورد معنى الجماعة في اللغة: هم المجتمعون على أمر ما، وفي الاصطلاح: هم الذين اتبعوا الكتاب والسنة وساروا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظاهرًا وباطنًا.

ولقد وردت في كتاب الله الكريم آيات تأمر المؤمنين وتحثهم على لزوم الجماعة والائتلاف، وتبين أن الأمة الإسلامية أمة واحدة ومن الأدلة، قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 102، 103] وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] وقوله: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71]

أما مفارقة الجماعة فأمر طارئ وحادث، لذا جاء التحذير عنها في مواطن عدة منها، قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] وقوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153] وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159]

قال ابن تيمية: ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة.

ومن أدلة السنة:

قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثا: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم"[1]، قوله " ولا تفرقوا" أمر بلزوم جماعة المسلمين وتآلف بعضهم ببعض، وهذه إحدى قواعد الإسلام.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله عبدا سمع مقالتي هذه فحملها، فرب حامل الفقه فيه غير فقيه، ورب حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم"[2]، ومعنى "لا يغل عليهن صدر مسلم" أي: لا يبقى فيها غل ولا يحمل الغل مع هذه الثلاث بل تنفي عنه غله وتنقيه منه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: " من فارق الجماعة شبرا، خلع ربقة الإسلام من عنقه"[3].


الهوامش:

[1] رواه أحمد في مسنده، مسند أبي هريرة، رقم الحديث: (8799).

[2] رواه أحمد في مسنده، مسند أنس بن مالك رضي الله عنه، رقم الحديث: (13350).

[3] رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار، رقم الحديث: (21561).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة.doc doc
وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى