الاعتقاد بنفع الأحجار والأشجار والتشبه بغير المسلمين ودعوى وحدة الأديان من المخالفات العقدية التي يتضمنها الريكي والعلاج البراني

الاعتقاد بنفع الأحجار والأشجار والتشبه بغير المسلمين ودعوى وحدة الأديان من المخالفات العقدية التي يتضمنها الريكي والعلاج البراني





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛.. من المخالفات العقدية التي يتضمنها الريكي والعلاج البراني:
       -الاعتقاد بنفع الأحجار والأشجار، والكريستال، والأهرامات، والألوان:
إذ ينسب إليها قدرات علاجية متعددة ويعتقد بأنها تسهم في إمداد الجسم بالطاقة الكونية، وتختلف طرق الإفادة منها، فتارة بلبسها كالأحجار والكريستال بقصد العلاج وتدفق الطاقة الكونية، لا بقصد الزينة، "فينصح المعالج بلبس خاتمين من الكريستال لزيادة قوته العلاجية"[1] أو يكون الانتفاع بالجلوس إلى جوار الأشجار وطلب الشفاء منها[2]، عياذا بالله ، كما ينصح مؤسس العلاج البراني[3]، وهذا ليس بمستغرب من ملحد ولكن كيف لمسلم أن يقبل بذلك؟
       كما يعتقد أن للجلوس عند الأهرامات أو تصميم مكان العلاج على شكل أهرامات دور في تسهيل وتسريع الشفاء[4]، كما أن من أشكال الانتفاع بالألوان تخيل المعالج نقل طاقة هذا اللون أو ذاك إلى المريض، وفي العلاج البراني يعتقد أن للبرانا البنفسجية خصائص تميزه عن غيره إذا تجتمع فيه خصائص كافة الألوان الأخرى، وهذا يرجع إلى الاعتقاد بأن هذا اللون مشتق من الطاقة الإلهية[5].
       إن الاعتقاد بنفع الأحجار أو الأشجار وغيرها مما لا يعقل ولا يدرك وطلب الشفاء منها يدخل ضمن التبرك المحرم، سواء سمي هذا الانتفاع "بركة أو طاقات، أو ذبذبات" إذ أنه اتخاذ لأسباب لم تثبت من طريق شرعي ولا حسي، وهو مماثل لما كان عليه المشركين من التبرك بالأشجار والأحجار والقبور وغيرها، قال تعالى: { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى } [النجم: 19]، {اللَّاتَ} صخرة بيضاء منقوشة، و {وَالْعُزَّى} شجرة عليها بناء وأستار، أما {مَنَاةَ} [النجم: 20] فهي صخرة معظمة[6]، وقد بوب لهذا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بقوله:"باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوها"[7]، والتبرك بالشجر والحجر من الشرك الأكبر إن أريد به التوصل إلى الله عز وجل أو لازمه تعظيما وتقربا أو اعتقد أن فيه روحا أو روحانية يرجو نفعها، ويكون التبرك شركا أصغر إذا جعله سببا لحصول البركة كأني يتمسح به إذ أنه اتخذ سببا لم يأذن به الشارع[8]، ومن أدلة ذلك قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر: 38].
       "والشاهد من هذه الآية أن الأصنام لا تنفع أصحابها لا بجلب نفع ولا بدفع ضر، فليست اسبابا لذلك، فيقاس عليه كل ما ليس بسبب شرعي ولا قدري، فيعتبر اتخاذه سببا إشراكا بالله"[9].
       ومن الأدلة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم، لمن وضع في يده حلقه من صفر: "ما هذه؟" قال: من الواهنة، فقال: "أما إنها لا تزيدك إلا وهنا انبذها عنك، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا"[10]، وقل صلى الله عليه وسلم: "من تعلق تميمة فقد أشرك"[11]، وهذا فيه دليل على أن استخدام الأسباب التي لم ثبت في الشرع ولا بالتجربة لا ينتفع بها الإنسان، واستخدمها لدفع البلاء أو رفعه من الشرك، ونوع الشرك يختلف بحسب اعتقاد صاحبه فقد يكون أكبر أو أصغر، كما أن من الأدلة الصريحة على النهي عن التبرك بالأشجار، قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما سألوه: "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قلتم، والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون، إنها لسنن لتركبن سنن من كان سنة سنة"[12]، ويستفاد من الحديث:[13]
       -التحذير من الشرك، وأن الإنسان قد يستحسن شيئا يظن أنه يقربه إلى الله، وهو أبعد ما يعبده من رحمة ربه، ويقربه من سخطه.
       -يبان أن التبرك بالأشجار والأحجار، والعكوف عليها، والتعلق بها، من الشرك الذي وقع في هذه الأمة، وأن من وقع فيه فهو تابع لطريق اليهود والنصارى، تارك لطريق النبي صلى الله عليه وسلم.
       -أن العبرة بالمعاني، وليس بالألفاظ، فالنبي صلى الله عليه وسلم شبه قولهم بقول بني إسرائيل، مع أنهم لم يطلبوا إلها من دون الله صراحة.
       -التشبه بغير المسلمين وذلك بممارسة بعض طقوسهم:
ومن ذلك ممارسة طقوس التأمل قبل جلسات العلاج وأثناء التدريب عليها، والتي تهدف إلى تحقيق الاتصال والاتحاد مع الطاقة، والوصول إلى الوعي والاستنارة وهي ذاتها طقوس التأمل الطاوية والبوذية غذ تشترك معها في الكيفية والأهداف[14]، وقد" جاءت النصوص الشرعية بتحريم التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم في الأقوال والأفعال والألبسة والهيئة العامة، لما في ذلك من الخر على عقيدة المسلم، وخشية أن يجره ذلك إلى استحسان ما هم عليه من الكفر والضلال"[15].
       ومن أدلة النهي عن التشبه بالكفار، قول الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [البقرة: 210].
       وقوله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"[16].
       ومشابهة الكفار فيما هو من خصائص دينهم لا يخرج الفاعل له عن إحدى حالتين[17].
       -لمجرد موافقتهم.
       -أو لشهوة تتعلق بذلك العمل.
       -أو لشبهة فيه تخيل أنه نافع في الدنيا والآخرة، وهذا كله حرام، وقد يصل في بعضه إلى أن يكون من الكبائر، وقد يصير كفرا وذلك بحسب الأدلة الشرعية.
       ب-أن لا يعلم بأن هذا العمل من خصائص دينهم، وهذا له صورتان:
       -أن يكون على الوجه الذي يفعلونه.
       -أن يكون على الوجه الذي يفعلونه لكن مع نوع تغيير في الزمان، والمكان، أو الفعل، وهذا أغلب ما يقع فيه العامة.
       وهذا بحكم الجاهل حتى يبلغه حكم فعله، فإذا بلغه كان حكمه كحكم الصنف الأول.
       -تشتمل تطبيقات الريكي والعلاج البراني دعوة مبطنة إلى وحدة الأديان:
بدعوى إعطاء صبغة شرعية للعلاج، وأنه صالح للتطبيق عند مختلف الديانات، وتارة بدعوى تحقيق السلام، أو جعل الطاقة العلاجية المزعومة أكثر قوة وقدرة على تحقيق هدفها العلاجي، حيث تستخدم والتي تحتوي على رموز عدد من الأديان منها "اليهودية-النصرانية-الطاوية-البوذية" ويطلق عليها مسمى "كريستال شبكة السلام العالمي" يستخدمها بعض المعالجين بالريكي بغرض زيادة القوة الشفائية، ورفع مستوى الوعي، مع القدرة على إرسال القوة الشفائية إلى جميع الكون، ولا يخفى فساد القول بوحدة الأديان وما يقتضيه من الاعتقاد بصحة كل منها، وقد قال الله عز وجل: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].

الهوامش:
[1] العلاج البراني بالكريستال، تشو كوك (41).
[2] المعالجة المتقدمة بطاقة الحياة تشو كوك (376-26).
[3] معجزات الشفاء البراني، تشو كوك (376-26).
[4] تصفح طاقة الهرم معجزة أم خرافة http://www.syr-res.com/article.php?id=1447
[5] المعالجة المتقدمة بطاقة الحياة(376-26).
[6] انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير(4/321)، الجامع لأحكام القرآن (17/100).
[7] انظر: كتاب التوحيد، إدارة البحوث العلمية والإفتاء (24).
[8] انظر: التمهيد، شرح كتاب التوحيد (135).
[9] القول المفيد على كتاب التوحيد (1/168).
[10] أخرجه الإمام أحمد في مسنده، حديث عقبة بن عامر (17404) (28/632)، علق عليه الأرنؤوط، حديث حسن، وفي إسناده ضعف.
[11] أخرجه الإمام أحمد في مسنده، حديث عقبة بن عامر (17422) (28/637)، علق عليه الأرنؤوط: إسناده قوي.
[12] أخرجه الإمام الترمذي في سننه، أبواب الفتن، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم (2180) (4/475)، وقال الألباني (حسن صحيح).
[13] انظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، عبد الرحمن بن حسن بن عبد الوهاب (139).
[14] انظر: الفلسفات الهندية (240).
[15] فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (26/304-306).
[16] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب اللباس، باب في لبس الشهرة (4031) (4/44)، قال الألباني حسن صحيح.
[17] انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (2/502-503).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
الاعتقاد بنفع الأحجار والأشجار والتشبه بغير المسلمين ودعوى وحدة الأديان من المخالفات العقدية التي يتضمنها الريكي والعلاج البراني doc
الاعتقاد بنفع الأحجار والأشجار والتشبه بغير المسلمين ودعوى وحدة الأديان من المخالفات العقدية التي يتضمنها الريكي والعلاج البراني pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى