حكمُ الردِّ على الشبهات من القرآن الكريم

حكمُ الردِّ على الشبهات من القرآن الكريم






الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:إنَّ اللهَ عز وجل أرسلَ رسلَه بالهدى ودينِ الحق لدعوةِ الناسِ إليه، ووسيلةُ الدعوةِ التخاطبُ، والتخاطبُ إنما يتم عبر طريقتين، المحادثةِ والكتابةِ، وكلُّ رسولٍ خاطب قومَه بما يحسنون من لغةِ الخطابِ، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [إبراهيم: 4].

والخطابُ، أي الخطاب الدعوي، طريقتان رئيستان، طريقةُ عرضِ الحقائقِ المجرد من الردِّ وطريقةُ الردِّ على الشبهاتِ لإحقاقِ الحقِّ وإثباتِ الصوابِ - كما سلفَ ذكرُهما -، ولكلٍّ منهما مناهج متعددة وأساليب متنوعة.

وكان الرسلُ يتخذون من تلك المناهج والأساليب في دعوةِ الناسِ إلى الهدى حسبَ الاحتياجِ إليها، وقد تبينت خلالَ الدراسةِ في المطلبِ الأولِ من هذا الفصلِ مشروعيةَ الردِّ على الشبهاتِ في الدعوةِ إلى اللهِ.

كما اتضحَ بأنَّ الردَّ يكون لهدايةِ ضال، أو تعليمِ جاهل، أو تثبيتِ متردد، أو إلزامِ مُنْكِر، أو قطعِ معاند، أو إقحامِ مبطل متلدِّد، فهو أحدُ طرقِ الرسلِ في الدعوةِ إلى اللهِ، والقرآنُ الكريمُ حافلٌ بردودِ الأنبياء على شبهات أقوامِهم الباطلةِ ومعتقداتِهم الضالةِ.

وهذا المطلبُ تم تخصيصُه بتوفيقِ اللهِ عز وجل للبحثِ عن حكمِ الردِّ على الشبهات في الدعوةِ إلى اللهِ، سيبحثُ الباحثُ عن حكمِه من خلالِ الكتابِ والسنةِ وأقوالِ العلماءِ وآرائِهم.

تأتي فيما يلي دراسةٌ موجزة لبعضِ الآيات القرآنيةِ المتعلقةِ بالموضوعِ؛ للاسترشادِ بها في تقريرِ حكمِ الردِّ على الشبهات.

(1)- {مَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 34 – 37].

{وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ}: يقول الله - تبارك وتعالى - إخبارًا عن المترفين المكذِّبِين بأنهم افتخروا بكثرةِ الأموالِ والأولادِ، واعتقدوا أن ذلك دليلٌ على محبةِ اللهِ تعالى لهم، واعتنائِه بهم، ورضاه عنهم، وأنه ما كان ليعطيهم هذا في الدنيا ثم يعذبهم في الآخرةِ، وهيهات لهم ذلك.

فأمر اللهُ عز وجل نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم اعتقادَهم الباطل؛ حيث قال عز وجل: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِر}، أي يعطي المالَ لمن يحبُ ومن لا يحبُ، فيُفْقِرُ من يشاء ويُغْنِي من يشاء، يعطي هذا بفضلِه، ويمنعُ هذا بعدلِه، وله الحكمةُ التامةُ البالغةُ والحجةُ القاطعةُ الدامغةُ {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

فالصوابُ في الأمرِ هو: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى}؛ أي: ليست هذه دليلًا على محبتِنا لكم ولا اعتنائِنا بكم، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ اللهِ  صلى الله عليه وسلم قال: ((إن اللهَ تعالى لا ينظرُ إلى صورِكم وأموالِكم، ولكن ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم))([1]).

ولهذا قال تعالى: {إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}؛ أي: إنما يقربُكم عندنا زلفى الإيمانُ والعملُ الصالحُ، {فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا}؛ أي: تضاعف لهم الحسنةُ بعشرةِ أمثالِها إلى سبعمائةِ ِضعف، {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}؛ أي: في منازل الجنةِ العاليةِ آمنون من كلِّ بأسٍ وخوفٍ وأذى ومن كلِّ شرٍّ يحذر منه([2]).

وهناك آيات أخرى تردُّ على هذه الشبهةِ؛ منها مثلًا:

قوله عز وجل: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون: 55، 56].

وقوله عز وجل: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 55].

وقوله عز وجل: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} [المدثر: 11 – 17].

(2)- قال تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 5، 6].

لمَّا وجه الكافرون اتهامَهم إلى المصدرِ الأولِ للشريعةِ الإسلامية؛ القرآنِ الكريمِ، واختلقوا حولَه شبهةً حكاها اللهُ عنهم بقوله: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}؛ أي: إن القرآنَ هو قصصُ الأولين وأساطيرُهم، استسخَها محمدٌ صلى الله عليه وسلم وهي تُقرأ عليه في أولِ النهارِ وآخرِه.

فأمر اللهُ نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم وعلَّمه أن يردَّ عليهم بهتَهم الواهي، وقولَهم الباطلَ عن القرآنِ، وبيَّن هم الحقَّ فيه والصوابَ بقوله عز وجل: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}؛ أي: أنزله اللهُ عز وجل الذي يعلمُ غيبَ السمواتِ والأرضِ، والقرآنُ الذي يشتمل على أخبارِ الأولين والآخرين إخبارًا صادقًا مطابقًا للواقع في الخارجِ ماضيًا ومستقبلًا([3]).

(3)- قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس:48].

لما وجه الكفارُ قولهَم هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين مُتَنَكِّرِين ومُسْتَبْعِدِين قيامَ الساعةِ التي كان يتوعدَهم بهذا، أمرَ اللهُ تبارك وتعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم بالردِّ عليهم؛ فقال: {قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ} [سبأ: 30]، أي: لكم ميعادٌ مؤجلٌ معدودٌ محررٌ لا يُزاد ولا يٌنقص، فإذا جاء فلا يُؤخر ساعةً ولا يُقَدَّم كما قال تعالى: {إنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ} [نوح: 4]، وقال تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ} [هود: 104].

(4)- قال الله تبارك وتعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

جاء في هذه الآيةِ أمرٌ بجدالِ الصنفِ المعارضِ من المَدْعويِنَ للحقِّ، يعارضُ هذا الصنفُ دعوةَ الحقِّ ويعاندُها بسببِ شبهات تكون قد تمكَّنَت منه، أو شهوات سيطَرَتْ عليه؛ حتى صارَ كالأسيرَ بين يديها، فيجادلُ المَدْعُويِن من هذا الصنفِ بالتي هي أحسن، ويردُّ عليهم شبهاتَهم من خلالِ الحوارِ والمناظرةِ والمجادلةِ حتى تزولَ عنهم الشبهات فيهتدوا إلى الحقِّ والصواب.

وذكر صاحبُ "زاد المسير" ثلاثةَ أقوالٍ في معنى الآية؛ وهي:

1- جادِلْهُم بالقرآن، قاله ابن عباس رضي الله عنه.

2- جادِلْهُم بلا إله إلا الله، قاله ابن عباس رضي الله عنه.

3- جادِلْهُم غيرَ فظٍّ ولا غليظ، وأَلِن لهم جانبَك، قاله الزجاج([4]).

وقال عبد الرحمن بن نجم الحنفي - رحمه الله - في هذه الآية: (فيحتمل أن يكونَ المراد بالأحسن الأظهرَ من الأدلةِ، ويُحملُ بالتعجيزِ عن الإتيانِ بمثل القرآن، لأنه أحسنُ الأدلةِ نظامًا وبيانًا، وأكملُها حُسنًا وإحسانًا، وأرجحُها من الثوابِ ميزانًا، وأوضحُها على اختلافِ مدلولاتِها كشفًا وبرهانًا، ويحتملُ بالإصغاء إلى شبههم والرفق بهم في حلِّها ودحضِها، ويحتمل بتركِ الغلظةِ عليهم في حالِ جدالِهم لتكون الحجةُ عليهم في حالِ جدالِهم، لتكون الحجةُ عليهم أظهرَ والجحدُ منهم أنكدَ، وهي سنةُ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع الأمم عند الدعوةِ والمجادلةِ)([5]).

(5)- قال الله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} [الكافرون:1-6].

قد أظهرَ الإسلامُ دعوتَه الخالصةَ، وأعلن كلمتَه الفاصلةَ بين عقيدةِ التوحيدِ ومعتقدات الوثنيةِ الضالَّةِ، فهو لا يقبل الحلَّ الوسطَ في الأمور الاعتقادية، فقد رغَّبت قريشُ بأن يتفاوض معها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، في التنازلِ عن شيءٍ من دعوتِه.

وأرادت أن تعملَ حلًّا وسطًا في نظرِها بأن يعبد محمدٌ آلهتَهم عامًا ويعبدوا إلهَه عامًا آخر، فكان الردُّ صريحًا وحازمًا بالفصلِ بين القيدتين: عقيدة التوحيدِ وعقيدة الوثنيةِ؛ حيث قال اللهُ تعالى لرسولِه صلى الله عليه وسلم ردًّا على المشركين: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} [الكافرون:1-6]([6]).

استخلاص الفوائد المتعلقة بالموضوع من الدراسة:

(1)- يتبينُ من خلالِ الآيات التي سلفت دراستُها آنفًا بأن الردَّ على الشبهات منهجٌ سماويٌّ ثابتٌ، حيث اتخذه سائرُ الأنبياء والمرسلين في دعوةِ أقوامِهم إلى اللهِ عز وجل.

(2)- كثيرًا ما يأمرُ اللهُ عز وجل نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يرد على المخالفين شبهاتَهم الضالةَ واعتراضاتَهم الواهيةَ ومعتقداتَهم الباطلةَ ويبين لها الحقَّ والصوابَ.

(3)- الآياتُ المذكورةُ أمثلةٌ من الآيات الكثيرةِ التي جاءت تردُّ على شبهات الناسِ متخذةً في ذلك أساليب متعددة ومتنوعة لإزالتها عن نفوسِهم وإقناعِهم للحقِّ والصواب.

(4)- إن كون "الرد على الشبهات" إحدى الطريقتين الرئيستين اللتين اتخذهما سائرُ الأنبياء والمرسلين في الدعوةِ إلى اللهِ تبارك وتعالى، وكثرة الأوامر القرآنية للنبيِّ بأن يردَّ على شبهات الناس، وكثرة آيات الردِّ على الشبهات، وكثرة ردِّ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على المخالفين شبهاتَهم وشكوكَهم وافتراءاتَهم، وهي أدلة صريحة واضحة، تقرِّرُ وجوب القيام بالردِّ على الشبهات عند الحاجةِ أثناء عملية الدعوة إلى اللهِ.



الهوامش

([1]) رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله، (2564).

([2]) تفسير ابن كثير، (3/2322).

([3]) تيسير الكريم الرحمن، الشيخ عبد الرحمن السعدي، ص(526)، وتفسير القرآن العظيم، الإمام ابن كثير، (3/2019).

([4]) زاد المسير في علم التفسير، عبد الرحمن بن علي بن مجعد الجوزي،، ط 3،1404 هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.

([5]) كتاب استخراج الجدل من القرآن الكريم، الإمام عبد الرحمن نجم الدين المعروف بابن الحنبلي، تحقيق: د زاهر عواض الألمعي، ص(52،53)، ط2، 1401هـ-1981م، مطابع الفرزدق التجارية.

([6]) مناهج الجدل في القرآن الكرم، د.زاهر عواض الألمع، ص(34).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
حكمُ الردِّ على الشبهات من القرآن الكريم.doc doc
حكمُ الردِّ على الشبهات من القرآن الكريم.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى