ابن عربي أكبر زنادقةِ الصوفيةِ وأعظم مَنْ أفسدَ في العالمِ الإسلامي

ابن عربي أكبر زنادقةِ الصوفيةِ وأعظم مَنْ أفسدَ في العالمِ الإسلامي





بسم الله الرحمن الرحيم

نداء إلى الرئيسِ الصالحِ رجب طيب أردوغان أيدَهُ اللهُ بنصرِه:

*ابن عربي أكبر زنادقةِ الصوفيةِ وأعظم مَنْ أفسدَ في العالمِ الإسلامي*

الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين سيدِنا ونبينا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه ومنْ اهتدى بهداه إلى يومِ الدينِ.

مدخل: أسفتُ كثيرًا عندما سمعتُ بالمسلسلِ الذي يروي تاريخَ جهادِ المجاهدِ البطلِ عثمان أرطغرل باشا، مؤسسِ الدولةِ العثمانيةِ، والتي قامتْ عليها أعظمُ خلافةٍ في الإسلامِ بعدَ الراشدين والأمويين وبني العباس، والتي كتبَ اللهُ لها من النصرِ والتمكينِ والفتوحِ ما بَشَّرَ به النبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلم - مِنْ فتحِ القسطنطينية، وجَمْعِ كلمةِ العالَمِ الإسلامي لأكثر مِنْ أربعة قرون.

أقولُ: أسفتُ أنْ جعلَ المؤلفون لهذا المسلسلِ الملهمَ والقائدَ لمسيرةِ الجهادِ العثماني هو ابنَ عربي الحاتمي الأندلسي، وهوَ رجلٌ زنديقٌ أفَّاكٌ، لمْ يعرفْ تاريخُ الإسلامِ أكذبَ منه، ولا أشدَّ ثعلبيةً ومكرًا، فإنَّ هذا الرجلَ طافَ العالمَ والتقى بأساطين الزندقةِ والكفرِ في زمانِه مِنْ أمثالِ ابنِ الرومي وشهابِ الدين عمرَ السهروردي، والتقى زعماءَ النصارى وأئمةَ الهندوس، وادَّعى بعدَ ذلكَ أنه مزجَ كُلَّ عقائدَ الأرضِ وأخرجَ منها عقيدةً واحدةً، قَالَ فيها: 

عَقَدَ البريةُ فِي الإلهِ عقائدا وأنا اعتقدْتُ جميعَ مَا اعتقدُوه

 [الفتوحات المكية]

وخلصَ في كُلِّ كُتبهِ ومؤلفاتِه إلى أنَّ الإلَه والخالقَ هو عينُ المخلوقِ، وأنَّ عينَ المَلَكِ هي عينُ الشيطانِ هي عينُ الإنسانِ، وأنَّ هذا الخالقُ يُتَرْجِمُ نفسَه بنفسِه لنفسِه، وأنَّه ليسَ هناك إله خارج عنْ هذا الخلقِ، وهذا الذي سماه بوحدةِ الوجودِ، وأنَّ الوجودَ كلَّه إنما هوَ وجودٌ واحدٌ وليسَ اثنين، وأنَّه لا فرقَ بينَ المَلَكِ والشيطان، وبينَ النجاسةِ والطهارةِ؛ لأنَّ كلَّ ذلكَ إنما هو عينٌ واحدةٌ، (تعالى اللهُ عنْ ذلكَ علوًّا كبيرًا).

واستطاعَ هذا الخبيثُ أنْ يجمعَ هذه العقيدةَ، وأن يَنْظِمَها شعرًا ونثرًا، وأنْ يبثَّها في كُلِّ مؤلفاتِه، ثمَّ يجمعُها مختصرةً مركزةً في كتابٍ واحدٍ سمَّاه "فصوص الحِكَمْ"، وادَّعى في هذا الكتابِ أنَّه رأى النبيَّ - صلى اللهُ عليه وسلم - في رؤيا وهو في مدينةِ دمشق، وأنَّ النبيَّ أتى بنفسِه بهذا الكتابِ، ووضعَه في يمينِه وقالَ له: (هذا كتابُ فصوصِ الحِكَمِ، اخرُجْ به إلى الناسِ)!! وأنَّه قالَ للنبي: (سمعًا وطاعةً للهِ ولرسولِه وإلى أولي الأمرِ منَّا كمَا أُمِرْنَا)، وقالَ: (هذا هوَ الكتابُ الذي أخذتُه بنصِّه مِنَ الرسولِ لمْ أَزِدْ فيه حرفًا ولمْ انقُصْ منه حرفًا)، وهذا نَصُّ مقالتِه في مقدمةِ هذا الكتابِ.

 [مقدمةُ فصوص الحِكَمِ لابن عربي]

وأقولُ: لا يوجدُ في العالَمِ كلِّه كتابٌ أشدُّ كفرًا وزندقةً مِنْ هذا الكتابِ الذي نفى وجودَ الخالقِ وجعلَ عينَ الخالقِ هوَ عينَ المخلوقِ، وَرَدَّ هذا الخبيثُ مَا كانَ قبلَه مِنْ عقائد زنادقةِ الصوفيةِ؛ كالحلاج والجيلي والتلمساني وأبو يزيد البسطامي وغيرِهم، ممن قالوا بالحلولِ أوْ الاتحادِ؛ فإنَّ عندَه القولَ بالحلولِ يعني أنَّ هناك اثنين، وبالاتحادِ أنَّ هناك اثنين، وأما هوَ في وحدةِ الوجودِ فقالَ: إنَّه لا اثنين، وأنَّ كُلَّ ما هو موجودٌ - مع تناقضِه - إنما هوَ وجهٌ مِنْ وجوهِ الحقِّ (تعالى اللهُ عَنْ ذلكَ علوًّا كبيرًا).

وأقولُ: إنَّ هذا الخبيثَ، والذي هذه عقيدتُه، قدْ وجدَ مِنَ المجرمين مَنْ يُرَوِّجُ له، ويدَّعِي أنَّه الشيخُ الأكبرُ وإمامُ أهلِ الطريقِ جميعًا، وأنَّ كُلَّ الصوفيةِ إنما يستمدون مِنْ هذا الخبيثِ الزنديقِ، وخاصةً بعدَ أنْ ادَّعَى لنفسِه ختمَ الولايةِ، وقالَ: إنَّ النبوةَ خُتِمَتْ بمحمدٍ وأنَّ الولايةَ إنما خُتِمَتْ بِهِ، وأنَّ خاتمَ الأولياءِ أفضلُ مِنْ خاتمِ الأنبياءِ.

صوفيةُ الأذكارِ، وجهادُ الأعداءِ، ومجاهدةُ النفسِ، والانقطاعُ للعبادةِ لا تَمُتُّ إلى صوفيةِ هذا الخبيثِ بأي صلةٍ، فقدْ نَشَأَ في العالمَِ الإسلامي جماعاتٌ سُمُّوا بالصوفيةِ والفقراءِ، وكانوا مِنْ أهلِ الزهدِ والجهادِ ومقاومةِ الأعداءِ والانقطاعِ للعبادةِ، ولمْ يكنْ أحدٌ منهم على هذه العقيدةِ الخبيثةِ، التي كانَ عليها هذا الزنديقُ الكافرُ.

ولكنَّه رَكَبَ بدعايتِه وَترويجِ المجرمين له كُلَّ طُرُقِ الصوفيةِ، وجعلَ منْ نفسِه الإمامَ الأعظمَ والشيخَ الأكبرَ، بلْ وسموه "الكبريتَ الأحمر" لِكُلِّ هؤلاء، وانطلتْ هذه الحيلةُ الخبيثةُ على عمومِ المسلمين وعامَّتِهم، ولمْ يُفَتِّشُوا مُعْتَقَدَ هذا الكافرِ الزنديقِ وينشروه للناسِ للحذرِ منه، بَلْ إنَّ كثيرًا مِنَ الذين اشتروا الدنيا بالآخرةِ روَّجُوا لهذا الفكرِ المسمومِ ونشرُوه في أمةِ الإسلامِ.

وهذه طائفةٌ مما قالَه أهلُ العلمِ قديمًا في هذا الزنديقِ:

- العزُّ بن عبدِ السلام: ابنُ عربي شيخُ سَوْءٍ كذَّابٌ، يقولُ بِقِدَمِ العالَمِ، لا يُحَرِّمُ فَرْجًا.

- البالسي: مَنْ صَدَّقَ هذه المقالةَ الباطلةَ أوْ رَضِيَها كانَ كافرًا باللهِ تعالى يُراقُ دَمُه.

- السبكي: ابنُ عربي وغيرُه ضُلَّالٌ جُهَّالٌ خارجون عَن طريقةِ الإسلامِ.

- الإمامُ ابنُ حجر يباهلُ على ضلالِ ابنِ عربي فيهلك مباهلُه.

- ابنُ المقري: مَنْ شَكَّ في كفرِ طائفةِ ابنِ عربي كَفَرَ.

- سراجُ الدين البلقيني: ابنُ عربي كافرٌ.

- الإمامُ الذهبي: إنْ كانَ لا كُفْرَ في كتابِ الفصوصِ فما في الدنيا كفرٌ.

- ابنُ خلدون: تواليفُ ابنِ عربي مشحونةٌ مِنْ صريحِ الكفرِ .. وليسَ ثناءُ أحدٍ على هؤلاءِ حجةً.

- محمدُ الغزالي: ابنُ عربي مِنْ عصاباتِ الباطنيةِ والحشاشين، وفتوحاتُه المكية ينبغي أنْ تُسمى "الفتوحات الرومية"!!

- د.عبدُ الوهابِ المسيري: مِنْ أكثرِ الكتبِ انتشارًا الآن في الغربِ مؤلفاتُ ابنِ عربي. 

1. قالَ العزُّ بن عبدِ السلام: (هوَ شيخُ سوءٍ كذابٌ، يقولُ بِقِدَمِ العالَمِ ولا يُحَرِّمُ فَرْجًا) [سير أعلام النبلاء، (23/48)]

وقالَ أيضًا: (هوَ شيخُ سوءٍ كَذَّابٌ، فقالَ له ابنُ دقيقِ العيد: وكذابٌ أيضًا؟ قالَ: نعم، تَذَاكَرْنَا بدمشق التزويجَ بالجنِّ، فقالَ: هذا محالٌ؛ لأنَّ الإنسَ جسمٌ كثيفٌ والجنَّ روحٌ لطيفٌ، ولنْ يعلقَ الجسمُ الكثيفُ بالروحِ اللطيفِ. ثمَّ بعدَ قليلٍ رأيتُه وبه شجةٌ، فقالَ: تزوجتُ جنيةً فرُزِقْتُ منها ثلاثة أولادٍ، فاتفقَ يومًا أني أغضبتُها فضربَتْنِي بِعَظْمٍ حصلتْ منه هذه الشجةُ وانْصَرَفَتْ فَلَمْ أَرَها بعد هذا) اهـ. [ميزان الاعتدال، (5/105)]

2. قالَ الحافظُ ابنُ حجر: (وقدْ كنتُ سألتُ شيخَنا سراجَ الدين البلقيني عنْ ابنِ عربي؟ فبادرَ بالجوابِ: هوَ كافرٌ) اهـ. [لسان الميزان، (4/318)].

3. (الفصوصُ فإنْ كانَ لا كفرَ فيه فما في الدنيا كفرٌ) اهـ. [سير أعلام النبلاء، (23/48)].

4. قالَ تقي الدين السبكي كمَا في [مغني المحتاج، الشربيني، (3/61)]: (ومَنْ كَانَ مِنْ هؤلاء الصوفيةِ المتأخرين كابنِ عربي وغيرِه، فهم ضُلَّالٌ جُهَّالٌ خارجون عَنْ طريقةِ الإسلامِ، فضلًا عنْ العلماءِ، وقالَ ابنُ المقري في روضهِ: إنَّ الشكَّ في كفرِ طائفةِ ابنِ عربي كُفْرٌ).

5. قالَ القاضي بدر الدين بن جماعة: (حاشا رسول اللهِ، يَأْذَنُ في المنامِ بما يخالفُ ويعاندُ الإسلامَ - يشيرُ إلى زعمِ ابنِ عربي أنَّه تلقَّى كتابَ الفصوصِ مِنَ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم مكتوبًا -، بَلْ ذلكَ مِنْ وسواسِ الشيطانِ ومحنتِه وتلاعبِه برأيه وفتنتِه.

وقولُه في آدم: أنَّه إنسانُ العينِ، تشبيهٌ للهِ تعالى بخلقِه، وكذلكَ قولُه: الحقُّ المنزهُ، هوَ الخَلْقُ المشبَّه إنْ أرادَ بالحقِّ رَبَّ العالمين، فقدْ صرَّحَ بالتشبيهِ وتغالى فيه، وأمَّا إنكارُه ما وردَ في الكتابِ والسنةِ مِنَ الوعيدِ فهوَ كافرٌ بِه عندَ علماءِ أهلِ التوحيدِ.

وكذلكَ قولُه في قومِ نوح وهود قولُ لَغوٍ باطلٌ مردودٌ، وإعدامُ ذلك وما شابَه هذه الأبوابَ مِنْ نُسَخِ هذا الكتابِ مِنْ أوضحِ طُرُقِ الصوابِ، فإنها ألفاظٌ مزوَّقَةٌ، وعباراتٌ عَنْ معانٍ غيرِ مُحَقَّقَةٍ، وإحداثٌ في الدينِ ما ليسَ منه، فَحُكْمُه: رَدُّهُ والإعراضُ عنه) [عقيدة ابن عربي وحياته، تقي الدين الفاسي، ص(29،30)].

6. قالَ نورُ الدينِ البكري الشافعي: (وأمَّا تصنيفٌ تُذْكَرُ فيه هذه الأقوالُ، ويكونُ المرادُ بها ظاهرَها فصاحبُها ألعنُ وأقبحُ مِنْ أنٍ يُتَأَوَّلَ لَهُ ذلكَ، بلْ هوَ كاذبٌ فاجرٌ كافرٌ في القولِ والاعتقادِ ظاهرًا وباطنًا، وَإنْ كانَ قائلُها لَمْ يُرِدْ ظاهرَها فهوَ كافرٌ بقولِه ضالٌّ بجهلِه.

ولا يُعْذَرُ بتأويلِه لتلكَ الألفاظِ إلَّا أنْ يكونَ جاهلًا للأحكامِ جهلًا تامًّا عامًّا، ولا يُعْذَرُ بجهلِه لمعصيتِه لعدمِ مراجعةِ العلماءِ والتصانيفَ على الوجهِ الواجبِ مِنَ المعرفةِ فِي حَقِّ مَنْ يخوضُ فِي أمرِ الرُّسُلِ ومتبعيهم، أعني معرفةَ الأدبِ في التعبيراتِ على أنَّ في هذه الألفاظ مَا يتعذرُ أوْ يتعسرُ تأويلُه، بلْ كُلُّها كذلكَ، وبتقديرِ التأويلِ على وجهٍ يَصِحُّ في المرادِ فهو كافرٌ بإطلاقِ اللفظِ على الوجهِ الذي شرحناه) [مصرع التصوف، ص(144)].

7. قالَ ابنُ خلدون: (وَمِنْ هؤلاء المتصوفةِ: ابن عربي، وابن سبعين، وابن برّجان، وأتباعهم، ممنْ سَلَكَ سبيلَهم ودانَ بنحلتِهم، ولهم تواليفُ كثيرةٌ يتداولونُها، مشحونةٌ مِنْ صريحِ الكفرِ، ومُسْتَهْجَنِ البدعِ، وتأويلُ الظواهرَ لذلك على أبعدِ الوجوهِ وأقبحِها، مما يستغربُ الناظرُ فيها مِنْ نسبتِها إلى الملَّةِ أوْ عَدِّها في الشريعةِ.

وليسَ ثناءُ أحدٍ على هؤلاء حجةً، ولوْ بلغ الـمُثْني عسى ما يبلغُ مِنَ الفضلِ؛ لأنَّ الكتابَ والسنةَ أبلغُ فضلًا أوْ شهادةً مِنْ كُلِّ أحدٍ، وأما حكمُ هذه الكتبِ المتضمنةِ لتلكَ العقائدَ المضلةِ وما يوجدُ مِنْ نُسَخِها في أيدي الناسِ - مثل الفصوصِ والفتوحاتِ المكية لابنِ عربي - فالحكمُ في هذه الكتبِ وأمثالِها إذهابُ أعيانها إذا وجِدَتْ بالتحريقِ بالنارِ والغسلِ بالماءِ حتى ينمحي أثرُ الكتابِ) [مصرع التصوف، ص(150)].

8. قالَ نجمُ الدين البالسي الشافعي: (مَنْ صَدَّقَ هذه المقالةَ الباطلةَ أوْ رَضيَها كانَ كافرًا باللهِ تعالى، يُراقُ دمُه ولا تنفعُه التوبةُ عندَ مالك وَبعضِ أصحابِ الشافعي، ومَنْ سَمِعَ هذه المقالةَ القبيحةَ تعيَّنَ عليه إنكارُها) [مصرع التصوف، ص(146)].

9. قالَ المفسرُ أبو حيان الأندلسي عندَ تفسيرِه لقولِ اللهِ: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ} [المائدة:17]: (وَمِنْ بعضِ اعتقادِ النصارى استنبطَ مَنْ أَقَرَّ بالإسلامِ ظاهرًا وانتمى إلى الصوفيةِ حلولَ اللهِ في الصورِ الجميلةِ، ومنْ ذَهَبَ مِنْ ملاحدتِهم إلى القولِ بالاتحادِ والوحدةِ: كالحلاج والشعوذي وابنِ أحلى وابن عربي المقيمِ في دمشق).اهـ.

10. قالَ الشيخُ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي: (الحمدُ للهِ، قولُه: "فَإِنَّ آدمَ عليه السلام إنَّما سمُّي إنسانًا" تشبيهٌ وكذبٌ باطلٌ، وحكمُه بصحةِ عبادةِ قومِ نوح للأصنام كُفْرٌ، لا يُقَرُّ قائلُه عليه، وقولُه: "إنَّ الحقَّ المنزَّهَ هو الخلقُ المشبَّه"، كلامٌ باطلٌ متناقضٌ وهو كُفْرٌ، وقولُه في قومِ هود: "إنهم حصلوا في عينِ القُرْبِ"، افتراءٌ على اللهِ وردٌّ لقولِه فيهم، وقولُه: "زالَ البُعْدُ وصيروريةُ جهنمِ في حَقِّهم نعيمًا" كذبٌ وتكذيبٌ للشرائع، بَلْ الحقُّ ما أخبرَ اللهُ به مِنْ بقائِهم في العذابِ.

وأمَّا مَنْ يُصَدِّقُه فيما قَالَهُ لِعِلْمِه بما قالَ؛ فحكمُه كحكمِه مِنَ التضليلِ والتكفيرِ إنْ كَانَ عالمًا، فإنْ كانَ ممنْ لا علمَ له فإنْ قَالَ ذلكَ جهلًا؛ عُرِّفَ بحقيقةِ ذلكَ، ويجبُ تعليمُه وردعُه مهما أَمْكَنَ.

وإنكارُه الوعيدَ في حَقِّ سائرِ العبيدِ؛ كَذِبٌ وردٌّ لإجماعِ المسلمين، وإنجازٌ مِنَ اللهِ - عز وجل - للعقوبةِ، فَقَدْ دَلَّتْ الشريعةُ دلالةً ناطقةً أنْ لابُدَّ مِنْ عذابِ طائفةٍ مِنْ عصاةِ المؤمنين، وَمُنْكِرُ ذلكَ يَكْفُرُ، عَصَمَنَا اللهُ مِنْ سوءِ الاعتقادِ وإنكارِ المعادِ) [عقيدة ابن عربي وحياته، تقي الدين الفاسي، ص(31،32)].

11. قالَ الحافظُ العراقي: (وأمَّا قولُه: "فهو عينُ ما ظَهَرَ وعينُ مَا بَطَنَ"، فهوَ كلامٌ مسمومٌ، ظاهرُه القولُ بالوحدةِ المطلقةِ، وقائلُ ذلك والمُعْتَقِدُ له كافرٌ بإجماعِ العلماءِ) [مصرع التصوف، ص(64)].

12. قَالَ أبو زرعة ابن الحافظ العراقي: (لاشَكَّ في اشتمالِ "الفصوص" المشهورةِ على الكفرِ الصريحِ الذي لا شَكَّ فيه، وكذلكَ فتوحاته المكية، فإنْ صَحَّ صدورُ ذلك عنه، واستمرَّ عليه إلى وفاتِه؛ فهوَ كافرٌ مُخَلَّدٌ في النارِ بلا شك) [عقيدة ابن عربي وحياته، تقي الدين الفاسي، ص(60)].

وممنْ أفتَى بكفرِهِ مِنْ علماءِ الإسلامِ أيضًا: شهابُ الدينِ التلمساني الحنفي، وابنُ بلبان السعودي، وابنُ دقيق العيد، وقطبُ الدين القسطلاني، وعمادُ الدين الواسطي، وبرهانُ الدين الجعبري، والقاضي شرف الدين الزواوي المالكي، والمفسرُ الشافعي ابنُ النقاش، وابنُ هشام النحوي، وقدْ كَتَبَ على إحدى نسخ (الفصوص):

هَذَا الذي بضلالِـه ضَلَّتْ أوائلُ مَع أواخر           مَنْ ظَنَّ فيه غَيْرَ ذَا فَلْيَنْأَ عَنِّي فهوَ كَافِــرٌ

وأيضًا الشمسُ العيزري، وابنُ الخطيب الأندلسي، وشمسُ الدين الموصلي البساطي المالكي، وبرهانُ الدين السفاقيني، وابنُ تيمية، وابنُ خياط الشافعي، والمقري الشافعي، وعلاءُ الدين البخاري الحنفي.

الإمامُ ابنُ حجر يباهلُ على ضلالِ ابنِ عربي فَيَهْلَكْ مباهِلُهُ: 

قالَ السخاوي في ترجمةِ شيخِ الإسلامِ الحافظِ ابنِ حجر العسقلاني: (وَمَعْ وفورِ علمِه - يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني - وعدمِ سرعةِ غضبهِ، فكانَ سريعَ الغضبِ فِي اللهِ ورسولِه ...)، إلى أنْ قالَ: (واتفقَ كَمَا سَمِعْتُهُ منه مرارًا أنَّه جرى بينه وبينَ بعضِ المحبين لابنِ عربي منازعةٌ كثيرةٌ في أمرِ ابنِ عربي، أدَّتْ إلى أنْ نالَ شيخُنا من ابنِ عربي لسوءِ مقالتِه.

فلمْ يسهلْ بالرجلِ المنازعِ له في أمرِه، وهدَّده بأنْ يغري به الشيخ صفاء الذي كانَ الظاهرُ برقوق يعتقدُه، ليذكرَ للسلطانِ أنَّ جماعةً بمصرَ منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوءِ ونحوِ ذلكَ؛ فقالَ لَهُ شيخُنا: ما للسلطانِ في هذا مدخلٌ، لكنْ تعالَ نتباهلُ فقلَّمَا تباهلَ اثنان فكانَ أحدُهما كاذبًا إلَّا وأصيبَ؛ فأجابَ لذلكَ، وَعَلَّمَهُ شيخُنا أنْ يقولَ: اللهُمَّ إِنْ كانَ ابنُ عربي على ضلالِ، فالعَنِّي بلعنتِك، فقالَ ذلكَ، وقالَ شيخُنا: اللهُمَّ إِنْ كانَ ابنُ عربي على هدى فالعنِّي بلعنتِك، وافترقا.

قالَ: وكانَ المعاندُ يسكنُ الروضةَ (وسط القاهرة)، فاستضافَهُ شخصٌ مِنْ أبناءِ الجندِ جميلُ الصورةِ، ثُمَّ بدا له أنْ يتركَهم، وخرجَ في أولِ الليلِ مُصممًا على عدمِ المبيتِ، فخرجوا يشيعونه إلى الشختور (قارب)، فلمَّا رَجَعَ أَحَسَّ بشيءٍ مَرَّ على رجلِه، فقالَ لأصحابِه: مَرَّ على رجلي شيءٌ ناعمٌ فانظروا، فنظروا فَلَمْ يروا شيئًا، وما رجعَ إلى منزلِه إلَّا وَقَدْ عمي، وما أصبحَ إلا ميتًا.

وكانَ ذلكَ في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبع مئة، وكانتْ المباهلةُ في رمضانَ منها، وكانَ شيخُنا عندَ وقوعِ المباهلةِ عَرَّفَ مَنْ حَضَرَ أنَّ مَنْ كَانَ مُبْطِلًا في المباهلةِ لا تمضي عليه سنةٌ) [الجواهر والدرر، (3/1001-1002)]، وكذلكَ نَقَلَ قصةَ المباهلةِ صاحبُ [العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، (2ـ 198)].

محمد الغزالي: "الفتوحاتُ المكية ينبغي أَنْ تُسَمَّى الفتوحاتُ الرومية": 

قالَ الشيخُ محمد الغزالي - رحمهُ اللهُ -: (إنني أَلِفْتُ النظرَ إلى أنَّ المواريثَ الشائعةَ بيننا تتضمنُ أمورًا هي الكفرُ بعينِه، لقدْ اطلعتُ على مقتطفاتٍ مِنَ الفتوحاتِ المكيةِ لابنِ عربي، فقلتُ: كانَ ينبغي أنْ تُسمَّى الفتوحاتُ الرومية!! فإنَّ الفاتيكان لا يطمعُ أنْ يدسَّ بيننا أكثرَ شَرًّا مِنْ هذا اللغوِ.

يقولُ ابنُ عربي في البابِ (333) بعدَ تمهيدٍ طويلٍ: "إِنَّ الأصلَ الساري في بروزِ أعيانِ الممكناتِ هوَ التثليثُ! والأحدُ لا يكونُ عنه شيءٌ البتة! وأولُ الأعدادِ الاثنان، ولا يكونُ عَنْ الاثنين شيءٌ أصلًا، ما لمْ يكنْ ثالثٌ يربطُ بعضَها ببعضٍ؛ فحينئذٍ يتكونُ عنها ما يتكوَّنُ، فالإيجادُ عَنْ الثلاثةِ، والثلاثةُ أولُ الأفرادِ"!!

لَمْ أقرأْ في حياتِي أقبحَ مِنْ هذا السخفِ، ولا ريبَ أَنَّ الكلامَ تسويغٌ ممجوجٌ لفكرةِ الثالوثِ المسيحي، وابنُ عربي مع عصاباتِ الباطنيةِ والحشاشين، الذين بَذَرَتهم أوروبا في دارِ الإسلامِ أيامَ الحروبِ الصليبية الأولى؛ كانوا طلائعَ هذا الغزوِ الخسيسِ، ولكنَّ ابنَ عربي يمضي في سخافاتِه فيقول عَنْ عقيدةِ التثليثِ: "مِنَ العابدين مَنْ يجمعُ هذا كُلَّه في صورةِ عبادتِه وصورةِ عَمَلِه، فيسري التثليثُ في جميعِ الأمورِ لوجودِه في الأصلِ"!!

ويبلغُ ابنُ عربي قمةَ التغفيلِ عندما يقولُ: "إِنَّ اللهَ سمى القائلَ بالتثليثِ كافرًا، أي ساترًا بيان حقيقةِ الأمرِ؛ فقالَ: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة:73]، فالقائلُ بالتثليثِ سترُ مَا ينبغي أَنْ يكشفَ صورتَه، ولو بيَّنَ لقالَ هذا الذي قُلْنَاه"!!

واكتفى الأحمقُ بِذِكْرِ الجملةِ الأولى مِنَ الآيةِ، ولم يُردِفْها بالجملةِ الثانيةِ: {وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ} [المائدة:73]؛ وذلكَ للتلبيسِ المقصودِ!! هذا الكلامُ المقبوحُ موجودٌ فيما يُسمَّى بالتصوفِ الإسلامي!! وعوامُّ المسلمين وخواصُّهم يشعرون بالمصدرِ النصراني الواضحِ لهذا الكلامِ) [تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل، ص(60-61)].

نداءٌ إلى الرئيسِ المعظمِ رجب طيب أردوغان:

أيها السيد الرئيس؛ أنتم ممن ينتمون إلى هؤلاءِ المجاهدين مِنْ أهلِ الزهدِ والجهادِ بالسيفِ، الذين لم يَكُنْ أحدٌ منهم على هذه العقيدةِ الإجراميةِ - عقيدةَ ابنِ عربي -، وأرجو أَنْ تقرأَ الفتوحات المكية وفصوص الحكم وبعضَ ما تَرَكَهُ هذا الزنديقُ؛ لتعلمَ أي عقيدة كانَ يعتقدُ، وتنظرَ ماذا قالَ أهلُ العلمِ مِنْ وقتِه إلى زمانِنا في هذا الكافرِ الزنديقِ.

إِنَّ رَبْطِكُم جهادَ آبائِكم المجاهدين الفاتحين بزندقةِ هذا الزنديقِ جريمةٌ كبرى، وَسُبَّةٌ عظيمةٌ لآبائِكم، فأرجوا أَنْ تُفَرِّقُوا بينَ ما كانَ عليه أهلُ الزهدِ والتصوفِ الحقيقي مِنَ العبادةِ والمجاهدةِ، وبينَ هؤلاءِ أهلِ الزندقةِ الذين ركبوا هذه الموجةَ، ونشروا كُلَّ عقائد الكفرِ فِي أمةِ الإسلامِ.

الأربعاء 16 رجب 1438 هـ

الموافـــق 12 ابريل 2017 م

 

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
ابن عربي أكبر زنادقةِ الصوفيةِ وأعظم مَنْ أفسدَ في العالمِ الإسلامي.doc doc
ابن عربي أكبر زنادقةِ الصوفيةِ وأعظم مَنْ أفسدَ في العالمِ الإسلامي.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى