أركان الريكي

أركان الريكي





أركان الريكي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛وَنقصدُ بها ما يجبُ على مُمَارسِ الريكي القيامُ بِه عندَ البدءِ بجلسةِ العلاجِ، وَذلكَ لتعزيزِ وَضمانِ قوةِ الشفاءِ لدى المُعالجِ، والتي اعتمدَها د."يوسوي"، مؤسسُ العلاجِ بالريكي.

"كاسهو": ويعني الدخول فِي حالةِ تأملٍ، عَنْ طريقِ التركيزِ على باطنِ اليدِ، وذلكَ بضمِّ راحتي اليدين معًا، وَالتركيزِ على الأصبعين الأوسطين، وَيُستخدمُ هذا التمرينُ قبلَ البدءِ بأي جلسةِ ريكي.

"ريجو-هو": وهوَ تمرينٌ يهدفُ إلى الربطِ مع طاقةِ الريكي، مع ملاحظةِ تكرارِ الطلبِ ثلاثَ مراتٍ.

وينقسمُ هذا النوعُ مِنَ الاستعدادِ إلى ثلاثةِ أجزاءٍ؛ كمَا يلي:

يتضمنُ الجزءُ الأولُ: طلبُ المُمَارِسِ مِنْ طاقةِ الريكي وَالولوجُ وَالدخولُ إلى جسدِه.

ويتضمنُ الجزءُ الثاني: طلبُ الشفاءِ وَتمنيه للمرضِ.

أمَّا الجزءُ الثالث: فيتضمنُ الطلبَ منْ طاقةِ الريكي أنْ ترشدَ اليدين إلى الأماكن التي تحتاجُ إلى الطاقةِ.

"تشيريو": وَتعني العبارة "العلاج الطبي"، ففِي هذه المرحلةِ يبدأُ مُمَارِسُ الريكي بعلاجِ المرضِ بعدَ أنْ تدفقتْ طاقةُ الريكي إلى جسدِه، فيضع يديه - وَالتي امتلأتْ بطاقةِ الشفاءِ حَسْبَ زعمِهم - على "تشاكرا التاج"، والتي تقعُ في مقدمةِ الرأسِ، لتتعرفَ يدُه على موضعِ الألمِ، وَيكونُ ذلكَ عنْ طريقِ الإلهامِ أوْ تتبع موضعِ النبضِ.

وهذا ما يفسرُ بوضوحٍ ادعاءَ بعضِ معالجي الطاقةِ معرفتَهم الألمِ دونَ أنْ يتحدثَ المريضُ عنْ مرضِه، وفي بعضِ الحالاتِ قبلَ أنْ يعشرَ بوجودِ مرضٍ أوْ مشكلةٍ لديه.

وَمِنَ الشائعِ لدى ممارسي الريكي أنَّ للمرضِ مستوياتٍ عميقةً، يمكنُ لممارسِ الريكي أنْ يَتَعَرَّفَ عليها قبلَ أنْ تظهرَ علاماتُه - أي المرض - على الجسدِ، أي دونَ أنْ يكونَ له أعراضٌ، حيثُ يلاحظُ ممارسُ الريكي تغيراتٍ على ما يُسمى "جسم المريض الطاقي" أو "هالته"، ليستشفَّ منْ ذلكَ وجودَ خللٍ أوْ مرضٍ ستظهرُ أعراضُه لاحقًا على المريضِ، بحسبِ زعمِهم وَادعائِهم.

ما سبقَ ذكرُه هوَ أقربُ مَا يكونُ إلى الاستفتاحِ الذي يمارسه معالجُ الريكي للبدءِ بجلسةِ العلاجِ، والذي يستغرقُ قرابةَ الخمس إلى عشر دقائق، ويمكنُ إنجازُه بـ: "التأمل، استقبال الطاقة، تمني الشفاء، تحسس واكتشاف موضع الألم"، لتبدأَ بعدَ ذلكَ مرحلةُ العلاجِ، على اختلافٍ بينَ المدارس العلاجيةِ في بعضِ التفاصيل وَالأساليب.

إجراءاتُ جلسةِ العلاجِ بالريكي:

تتضمنُ جلسةُ العلاجِ بالريكي عددًا مِنَ الإجراءات، والتي عادةً ما يلتزمُ المعالجون بخطواتِها، إلَّا أنَّ ذلكَ قدْ يختلفُ مِنْ معالجٍ لآخر، بحسبِ توجهِه أوْ خبرتِه، وما قدْ يطرأُ له مِنَ اكتشافاتٍ، فلا مانعَ منْ أنْ يجربَ المعالجُ أوضاعًا جديدةً قدْ يشعرُ بأنها مناسبةً، أو فعالةً، وَتظلُّ يدا المعالجِ هما المحور الرئيس في جلسةِ العلاجِ بالريكي.

وفيما يلي عرضٌ مبسطٌ لأبرز ملامح الجلسةِ العلاجيةِ:

التهيئةُ:

وتشمل:

- السريرُ أوْ الأريكةُ والكرسي، إضاءةٌ خافتةٌ، وَملابس مريحة للمُعَالِجِ وَالمُعَالَجْ.

- وضعيةُ المتلقي للعلاجِ، وَوضعيةُ المُعَالِجِ، والذي يفترضُ أنْ يكونَ في وضعِ الاستعدادِ التامِّ، وفقَ خطواتِ الاستعدادِ التي سبقَ الإشارةُ إليها عندَ الحديثِ عنْ أركانِ الريكي([2]).

تنظيفُ الهالة "أورا" وَالجزء المصاب:

وهي أولى خطوات استخدامِ اليدين بالنسبةِ للمُعَالِجِ، حيثُ يقومُ المعالجُ بحركةٍ دائريةٍ بالقربِ منْ جسمِ المريضِ، أوْ موضع الألمِ، أو "التشاكرا المستنزفة"، مُدعيًا أنه يقومُ بسحبِ المرضِ ليُلقي مَا بيديه في سلةِ المهملاتِ بجوارِه!!

ويؤكدُ المُنظِّرُون لهذا النوعِ مِنَ العلاجِ على ضرورةِ التخلصِ منْ طاقةِ المرضِ أوْ الطاقةِ السبيلةِ الناتجةِ عنْ تنظيفِ الهالة، وذلكَ بمجردِ نيةِ إخراجِها منَ المكانِ، أوْ عنْ طريقِ وضعِ حَجَرٍ، أوْ مجسمٍ يعتقدُ بأنَّ له قدرة على امتصاصِ الطاقةِ السلبيةِ، كي يكونَ المكانُ مهيأً لجلسةِ علاجٍ أخرى([3]).

وَلَعَلَّ القارئ يلاحظُ كَمْ مِنَ الوهمِ يحملُه مَنْ يدَّعي ذلكَ، بدءًا مِن استخدامِ اليدين فِي إزالةِ أمرٍ لَا يراه وَلَا يشعرُ بِه عمومُ الناسِ، وانتهاءً بالتخلصِ مِنْ هذا الأمرِ المُزَالِ بمجردِ النيةِ وَالقصدِ، وَمنتهاه ينقضُ أولَه، فما يزال بمجردِ النيةِ، فمنْ بابِ أولى ليسَ له وجودٌ حقيقيٌّ.

أمَّا الخطوةُ الثانيةُ منَ استخدامِ اليدين:

فتتمُّ بتحريكِ المُعَالجِ يديه على جسمِ المريضِ، وَقدْ يكونُ بشكلٍ مباشرٍ أو بارتفاعٍ بسيطٍ عنْ جسمِ المريضِ، ولكن هذه المرة يكونُ بقصدِ العلاجِ وَالشحنِ بما يُسمى الطاقة([4]).

ترديدُ بعضِ الألفاظِ (مانترات):

هي كلمةٌ أوْ مجموعةُ كلماتٍ، تُقَالُ، وَيتمُّ التفكيرُ فيها، حيثُ يعتقدُ بأنَّ لها تأثيرًا على العقلِ وَالجسمِ، فبركةُ هذه الكلمات تحصلُ لقائِلِها ولمنْ ينوي القائلُ التأثيرَ عليه!!

وَمِنْ أشهرِ الألفاظِ: "أو ماني بادمي هوم"، وهيَ ألفاظٌ مشتقةٌ مِنَ النصوصِ الآسيوية القديمةِ، كُتِبَتْ باللغةِ "السنسكريتية"، وتعني: "الكلُّ يمدحُ الجوهرةَ زهرةَ اللوتس"، وَتُخْتَصَرُ هذه الجملةُ إلى كلمةٍ واحدةٍ فقط هي: "أوم"، حيثُ يظن أنَّ لها تأثيرًا عميقًا على العقلِ، ويمتدُّ هذا التأثيرُ ليشملَ مواضعَ معينةً للجسمِ بحسبِ تقسيمِ الفلسفةِ الشرقيةِ له.

وَنظرًا لانتشارِ "الريكي" في مساحاتٍ ثقافيةٍ متنوعةٍ بعيدًا عن الثقافةِ الأم، فقدْ يعمدُ البعضُ إلى اختيارِ ألفاظٍ بعيدًا عن النصوصِ ذات الطابعِ الوثني، فيتمُّ اختيارُ الاسمَ وَترديدُه بحسبِ نوعِ المرضِ، واستبدلَ بعضُهم "المانترات" الوثنية بألفاظٍ شعريةٍ مخصوصةٍ؛ كـــ: "سبحان الله"!!

وَقَدْ يجدُ القارئُ أشكالًا أخرى مِنْ إقحامِ "الألفاظ الشريعة"، التي لم يدل عليها نَصٌّ، بَلْ أُقْحِمَتْ بغرضِ التسويقِ لمنتجاتٍ وَبرامج علاجيةٍ، وذلك بإعطائِها الصبغةَ الإسلاميةَ، ليسهلَ تقبلُها، وَهذَا مِنْ أشنعِ أنواع الاستغلالِ، حين تستغل مفاهيمَ شرعيةً لترويجِ أفكارٍ وَرؤى فلسفيةٍ صرفة.

استخدامُ "الرموز"([5]):

وَاستخدامُ الرموزِ أحدُ الإجراءاتِ التي يقومُ بها المُعَالِجُ أثناءَ الجلسةِ العلاجيةِ، وَتطبيقُ هذه الرموزِ عادةً لا يكونُ ظاهرًا بالنسبةِ للمريضِ أو المتلقي، بلْ مقتصرًا على خيالِ المُعَالِجِ فقط.

تسهمُ هذه الرموزُ - حسبَ زعمِهم - في توجيه طاقةِ الريكي إلى المكانِ أو الجزءِ الذي يقصدُه المعالجُ، فهي كالمفتاح الذي يسهمُ في جلبِ الطاقةِ وَتوجيهها، حيثُ تُعَدُّ (وسائط لنقلِ الطاقةِ وَتفعيلِها قبلَ الجلسةِ)([6]).

يقولُ أحدُ روادِ الريكي العرب متحدثًا عن الرموزِ: (هي مظاهرُ لكائناتٍ نورانيةٍ([7])، تُشْبِهُ فِي تركيبِها الطلسم، وَلتفعيلِها ينبغي رسمُها بدقةٍ، ثُمَّ لفظُ اسمِها بوضوحٍ)([8])، وَهذا إقرارٌ صريحٌ بأنَّ هذه الرموزَ ما هي إلا طلاسمُ يظنُّ أصحابُها بنفعِها وَتأثيرِها.

وَلكي يستفيدُ ممارسُ الريكي مِنْ هذه الرموز فِي علاجِ الآخرين؛ لابدَّ أنْ يكونَ قَدْ قامَ بما يُسمى موازنة نقاطِ الطاقة عند "ماستر ريكي"، حيث قدْ أخذَ الريكي بسلسلةٍ متصلةٍ بِمُؤَسِّسِه "د.يوسوي" بحسبِ ادعائِهم.

وَعندَ استخدامِ "الكريستال" لنقلِ طاقةِ الريكي، فإنَّ المُعَالِجَ يقومُ بتصورِ رمزِ الريكي على الكريستال مع توجيه نيةِ دخولِ هذه الطاقةِ إلى الكريستال، ليعملَ بعدَ ذلكَ الكريستالُ بشكلٍ ذاتي في توجيهِ طاقةِ الريكي للشفاءِ ونحوه([9])، وهذَا الأسلوبُ يُفَسِّرُ بيعَ المعالجينَ بالطاقةِ لبعضِ الأحجارِ وَالكريستالات بمزاعم العلاجِ وغيره.


الهوامش

([1]) The Original Reiki Handbook of Dr. Mikao Usui, Techniques for Health and Well-being Lotus Press, Frank Arjava Petter (2000).

([2]) انظر: الشفاء بالطاقة الحيوية، أحمد توفيق، ص(131).

([3]) انظر: الريكي للمبتدئين، ديفيد إف، ص(124)، كما يمكن الاطلاع على مثل هذا في كثيرٍ من الدورات التدريبية المباشرة وغير المباشرة، أو حتى البرامج التلفزيونية المسجلة لمن يروجون لمثل هذا.

([4]) انظر: الوجوه الأربعة للطاقة، جمان السيد، ص(42)، الريكي للمبتدئين، ديفيد إف، ص(136)، كما يمكن معرفة ذلك من خلال متابعة بعض الجلسات الترويجية الإعلامية لمشاهير المدربين.

([5]) تدرس الرموز ضمن دورات الركي التدريبية كوسيلة مساعدة على توجيه الطاقة، وتختلف مواقف المدربين العرب حيالها؛ فبعضُهم ينقلها ويدرب عليها جازمًا بصحتها، والبعضُ الآخر ينقلها من أجل المعرفة فقط - بزعمِه - مع اعترافِه بأنها مخالفةٌ للعقيدةِ الإسلاميةِ، والبعضُ الآخرُ لا ينقلها، ويزعم أنها دخيلة على الريكي، بدعوى تنقية الريكي مما يخالف الشريعةَ الإسلاميةَ، وهذا لا يمكن أن يستقيم كما سيتضح معنا لاحقًا.

([6]) الريكي سؤال وجواب، أمل الدوسري، ص(10).

([7]) ولا نعلم ماذا يقصد الكاتبُ بــ" كائنات نورانية"؟! هل قصد أن هذه الرموز تُمَثِّلُ الملائكة!! ولا يُستغرب ذلك، إذ أن طلب البركة من الملائكة سائغٌ عندهم، أو أن هناك مخلوقات أخرى غيبية يعتقدُ بوجودها ويشير إليها بهذه الرموز؟!

([8]) الريكي، جمان السيد، ص(23).

([9]) The Reiki Grid: www.reiki.org . 16-4-215.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
أركان الريكي.doc doc
أركان الريكي.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى