عداء الصوفية السافر لأهل السُنَّة -المحضة- ورميهم بأقذع الصفات

عداء الصوفية السافر لأهل السُنَّة -المحضة- ورميهم بأقذع الصفات






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ جاء في ردٍّ لشيخ مشايخ الطُّرق الصُّوفية بمصر على سؤال حول السَّلفية يقول: (السَّلفية الصَّحيحة لا غُبار عليها، لكنَّنا ضد السَّلفية المنحرفة، وفي اعتقادي لا توجد الآن سلفيَّة سليمة)!!

ثم يقول: (وفي الوقت نفسه هناك من لديهم دوافع لمحاربة الصُّوفية كالوهَّابيين، وذلك لأن المذهب الوهَّابي نفسه ضدّ الإسلام، وأغلب المتطرفين خرجوا من تحت عباءة المذهب الذي اعتمد على أشياء محرَّفة من كتابات ابن تيميَّة)([1]).

ويذكر رئيس العشيرة المحمدية في مصر -ذات التوجُّه الصُّوفي - (محمد زكي إبراهيم) مسألة التوسل والخلاف فيها، ثم يقول: (ولم يَكَدْ يختلف على جوازه أحدٌ من السَّلف إلى القرن السَّابع، حيث ابتدع ابن تيميَّة هذا الخلاف الفتَّان، ولم يكن ليهتَمَّ به أحدٌ حتى تبنَّاه الوهَّابية منذ القرن الثَّالث عَشَر، لأسبابٍ سياسيَّةٍ وعصبيَّةٍ قبليَّةٍ، فمنعوا التوسُل إلى الله بصالحي الموتى وتستَّروا باسم التوحيد المظلوم!! ثم تلقفه عملاؤهم في مختلف البلاد فأثاروها حربًا مزَّقت شَمْل الأمَّة وكفت منها أعداءها)([2]).

وفي ردٍّ على سؤال من صحيفة (صندي إستريت تايمز) يقول محمَّد هشام قبَّاني في سؤال عن أهل السنَّة: (وكأنك تقول: إنَّهم سرطان؟

ج: هم ليسوا بالسَّرطان، ولكنهم كالإخطبوط يتواجدون في كلِّ مكان)([3]).

ويقول ابن عربي مؤصلًا هذا العداء: (وما خلق الله أشق ولا أشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمته، العارفين به من طريق الوهب الإلهي، الذين منحهم أسراره في خلقه وفهمهم معاني كتابه وإشارات خطابه، فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل عليهم السلام)([4])!!

ويقول أبو بكر المشهور - من صوفيَّة حَضْرَموت - بعد أن تكلم عن الأحزاب التي تعمل باسم الإسلام وينتقدها بقوله: (وتأثَّر غالب برامجها الفكريَّة بالمدرسة التيميَّة النجديَّة، صانعة المجد الربوي في العالم الإسلامي، ورائدة الصراع العقائدي الباتر)([5]).

وقد كان أحمد قاديروف مفتي الشِّيشان- الصُّوفي- يظهر على شاشة تلفاز الحكومة (TVI) ويقوم بحَمَلاتٍ على جماعة التَّوحيد الإسلامية يبغِّضُهُم إلى النَّاس ويشوِّه صورتَهم في أنظارهم، وما من مرة إلا ويعيد فيها مقالة: (الوهَّابيون أتباع محمَّد بن عبد الوهَّاب الذي قال وهو يمسك بعصاه: عصاي هذه خير من نبيِّكم)([6]).

أما في داغستان فقد قام الصُّوفية بقيادة سعيد أفندي التَّشركي بمبادرة لإصدار تعديل في قانون المحكمة ينصُّ على حظر ما يسمُّونه بالوهَّابية، حتى أقنعوا الحكومة بضرورة ذلك، فأجابوهم إليه، فأصدروا بتاريخ (27- 28/12/1997م) قانونًا يُشبِع رغبتهم ويشفي غليلهم([7]).

وأخيرًا نقول: إنَّنا نخشى أن يؤاخذنا الله بعدم تبليغ دين الله كما يريده الله، ونخشى من انطماس حقائق الدِّيانة، وانتشار الطائفين حول الأضرحة والقبور بحجة العبادة، وحلول الأذكار المبتدعة بالحركات الراقصة محل الأذكار النبوية التي تطمئن بها القلوب المؤمنة، وانتشار الخرافة والجهل محلَّ العلم واليقين، وتعطُّل الأسباب بحجَّةِ الكرامات، وفَهْم الدِّين عن أرباب التَّصوُّف.

يقول الأستاذ محمَّد فريد وجدي: (يجب أن نعذر الأوروبيِّين إذا صدَّقوا جميع الأكاذيب الملفَّقة عن الإسلام والمسلمين، وهم غير ملومين إذا أظهروا العداوة لديننا ماداموا لا يجدون نُصْبَ أعينهم غير مشاهد البدع التي أحدثها رجال ذوو فكرٍ سقيم، وارتضاها الناس وزادوا عليها وما إلى ذلك من الهرطقات والأخطاء المتنافية مع الطبيعة البشريَّة ومع نواميس المدنيَّة.

وكيف نرجو أن يفهم الأوروبيون روح ديننا نفسها وهو الدِّين الوحيد الذي يكفل السَّعادة الكاملة ما داموا لا يعرفون غير بعض مظاهر الإسلام الخارجيَّة التي يشهدونها كل يوم مثل الحشود الضَّاجة في الشَّوارع السَّائرة خلف الرَّايات والطُّبول، والاحتفالات المستهجنة المنافية لكل منطقٍ أخلاقي والتي تُقام في جميع مُدن مصر يوم مولد الرَّسول، وعقد حلقاتِ الذِّكر الضَّخمة أمام جمهور يتألَّف من آلاف الناس، وإرسال الابتهالات الصوفية في صوت جهوري وعلى وقع الانحناءات ذات اليمين وذات اليسار وما شابه ذلك)([8]).

ويقول الباحث د. عامر النجار: (وإذا كان القرن السَّابع الهجري في مصر يمثِّل في أغلب فتراته اضمحلالًا اجتماعيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا إلا أنَّه كان عصر انتشار الطُّرق الصُّوفية، البدويَّة، والشاذليَّة، والدسوقيَّة، وازدهرت فيه وقويت طريقتا الرِّفاعيَّة والقادرَّية).

ثم يعقِّب قائلًا: (ممَّا يجعلني أقول بحذرٍ شديدٍ حتى أوضح هذه الفكرة: إنَّه يحتمل مع وجود تدهورٍ في الحياة الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة والاقتصاديَّة لدى شعبٍ من الشعوب أن يبدأ انسحاب النَّاس وتلمُّس أثر الهزيمة واضحًا في فكرهم، بعضهم يهرب من الحياة منعزلًا في صومعةٍ، يعبد ربَّه بعد أن أخفق في الحياة التي أجبرته ظروفها الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة والاقتصاديَّة على الانسحاب من أنشطتها)([9]).

 ثم ينقل عن الباحث هيلر قوله: (إنَّ ذيوع التَّصُّوف يصحب تدهور الحضارات ... والذي يُفهم من هذا الرَّأي ببساطة هو أن نضج التَّصوُّف وتطوره يصاحِب دائمًا تدهور الحضارة، أي: أنَّه لا يمكن أن تكون هناك حضارةٌ متقدِّمةٌ وزاهية يصاحبها تصوف ناضج ومكتمل)([10]).

ولكن مع هذه التَّحركات التي يُرادُ منها ولها أن تنشر الخُرَافة والشِّرك بين جنبات الأمة وتميت روح العِزَّة والفداء، وتنهمك في حلقاتٍ راقصةٍ من الذِّكر المزعوم، وتعتمد اعتمادًا كليًّا على كرامات مدّعاة في تعلُّقٍ عجيبٍ.

 فما هو واجبنا لمواجهة هذا التَّيار الضَّال؟ وما هو العمل الذي يرفع الإثم ويبعد عنا اللائمة أمام الحقّ جلَّ وعلا؟

وننبِّه هنا إلى أنَّ نظامنا العقدي هو أقوى من كل الأنظمة، وأنَّ لدينا من القِيَم والمناهج ما يمكننا أن نطرح رؤيةً متكاملةً لإصلاح الفساد القائم، لكننا نحتاج أن نغادِر مرحلة الدِّفاع والانطواء إلى مرحلة بناء الخطوط المتقدِّمة وفتح خطوط حيويَّة في أرض الآخرين.

فهذا أوان رفض التواني واستدناء أولي الحميّة من الأقاصي والأداني أن يقوموا لله تعالى لتبيين حقائق الدين، يقول الله تبارك وتعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [هود : 116].

تبقى هذه الفئة تدعو إلى الله تعالى وتستنقذ الناس من براثن الهوى والشهو، وتعبِّدهم لله وحده، (يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى ... فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم!)([11]).

إن هذه الفئة هي التي تحول بين الأمم وبين غضب الله.

الهوامش:


([1]) مجلة روز اليوسف - العدد (4010) (16/4/2005م).

([2]) انظر: مجلة البحوث والدراسات الصوفية العدد الأول صفحة (308) وقد ذكرنا سلفًا بعضًا مما تفوه به القباني.

([3]) صنداي إستريت تايمز بتاريخ: (12/12/2004م).

([4]) الفتوحات المكية (1/279).

([5]) انظر: كتاب التنصيص المثبوت (ص:63).

([6]) انظر: الفروق بين أهل السنة والصوفية (ص:563).

([7]) المصدر السابق (ص:562).

([8]) انظر: كتاب دفاع عن الإسلام، الكاتب لورا فيشيا فاغليري (ص:122).

([9]) الطرق الصوفية في مصر، د. عامر النجار (ص:282).

([10]) انظر: كتاب التصوف طريقًا ومذهبًا/ الدكتور محمد كمال جعفر (ص:283).

([11]) الرد على الجهيمة والزنادقة، (85).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
عداء الصوفية السافر لأهل السُنَّة -المحضة- ورميهم بأقذع الصفات.doc doc
عداء الصوفية السافر لأهل السُنَّة -المحضة- ورميهم بأقذع الصفات.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى