بدعة اتخاذ أول خميس من رجب وليلتها وما بعدها موسمًا

بدعة اتخاذ أول خميس من رجب وليلتها وما بعدها موسمًا






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ قال الإمامُ ابن النحاس في ذكر بعض ما ابتُدع من المواسم والأعياد: (ومنها: ما اصطلحوا عليه من اتخاذ أول خميس في رجب موسمًا، يتخذون فيه أنواع الحلاوات رياءً وسمعةً، ويجعلون منها الصورة المحرمة التي يسمونها "التعاليق"، وقد وردَ في التصويرِ من الوعيدِ الشديدِ والنهي الأكيد، وهذه بدعةٌ عظيمةٌ، ومكيدةٌ من اللعينِ شديدة، إذ زيَّن لهم ما تنفرُ بسببِه الملائكةُ عن بيوتِهم، ويحرمهم بركتَهم وتنزلَهم بالرحمةِ، فإن الملائكةَ لا تدخلُ بيتًا فيه كلب ولا صورة.

فقَلَّ أن تجدَ بيتًا إلا وفيه صورة أو صور، ولا يتركُ ذلك إلا من عجزَ عنه، وربما تكلفَ ذو العيالِ لعيالِه وأولادِه من ذلك ما لا طاقةَ له به، ويعتقدُ أن ذلك قربة، وأنه مُثابٌ بإدخالِه السرور على أهلِه وأولادِه لذلك، وربما امتنعَ لعجزِه فكان سببَ الفتنةِ بينه وبين أهلِه.

ومنها: ما أحدثوه في تلك الليلةِ وفي ليالي بعده من إيقادِ القناديلِ المصبغةِ الكثيرةِ في البيوتِ بدمشق ونواحيها، واتخاذ ذلك عادةً وسنةً لابد منها، ويجلسُ النساءُ والأولادُ يتفرجون عليها في بيوتهم، فيراهم الناسُ في الطرقِ، ويتفاخرون بذلك ويتكاثرون، وربما وقعَ فيه من التكليفِ لبعضِ الصعاليك ما لا يخفى، وكلُّ ذلك بدعة في الدينِ ومخالفة لسنةِ سيدِ المرسلين، وفيه من المفاسد والإسرافِ ما لا يخفى على ذي لبِّ حاذقِ شاهده، وليس مرادنا التطويل بذكرِ تفاصيلِ ذلك، بل تبيَّن أن هذه الأفعال بدعٌ ومحدثاتٌ لا يسوغها الشرع، ولا يرضاها العقلُ)([1]).

 



([1]) تنبيه الغافلين، ابن النحاس، ص(303-304).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
بدعة اتخاذ أول خميس من رجب وليلتها وما بعدها موسمًا .doc doc
بدعة اتخاذ أول خميس من رجب وليلتها وما بعدها موسمًا .pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى