النشاط الصوفي بعد أحداث «11» سبتمبر (1)

النشاط الصوفي بعد أحداث «11» سبتمبر (1)





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ يلحظ المُتابع للحركة الصُّوفية النشاط المتسارع بعد الحادي عشـر من سبتمبر بافتتاح المدارس والأكاديميات والأربطة لاستقبال المريدين والقيام بالمؤتمرات الدّولية حول الصُّوفية والتَّصوف ودعم وسائل النّقل الثقافي.

في عام (2001م) سمحت سوريا رسميًّا لناشطين إسلاميّين معتدلين بإحياء منتدياتٍ ثقافيةٍ واجتماعيةٍ في العاصمة دمشق، وقال مدير مركز الدراسات الإسلامية في دمشق (محمَّد حَبَش): إنَّ السلطات السُّورية وافقت على التَّرخيص لمنتدى يهدف إلى نشـر فكرٍ إسلاميٍ معتدلٍ عبر محاضراتٍ ثقافية واجتماعية، بعد شهرين من تقديم الطلب. ونفى «حَبَش» أن يكون هو أو رفاقه لهم صلة بأي تنظيمٍ إسلاميٍّ أو أنَّهم يؤلِّفون تجمعًا معارضًا، لكنه أردف يقول: «إنّنا نعارض جماعة الإخوان المسلمين»([1])، ومن المعروف أن محمَّد حَبَش من الصُّوفية النَّقْشَبنديَّة.

وفي عام (2001م) شنَّت الحكومة اليمنيَّة هجمة شرسة على جميع المعاهد الدِّينية بحجة مكافحة الإرهاب، فقامت بإغلاقها عدا (دار المصطفى) بتريم لأنها تتبنَّى النهج الصُّوفي([2]).

وفي (28/3/2001م) عقد في مدينة بامبرج الألمانية المؤتمر الثامن والعشـرون للمستشرقين الألمان، ومن ضمن البحوث التي قُدِّمت في المؤتمر بَحْث بعنوان «الأخوة الصُّوفية كحركات اجتماعية»، والحركة النَّقْشَبنديَّة في داغستان والتجانيَّة في غرب أفريقيا، وصورة الموالد الشعبيَّة في مصر([3]).

وفي أكتوبر (2002م) أُقيمَ في المغرب بالتعاون مع مؤسسة كونراد ايدناور الألمانية أيام (24، 25، 26) أكتوبر تشرين الأول بالرِّباط ندوة دولية حول ابن عربي في أفق ما بعد الحداثة([4]).

وفي عام (2002م) تم افتتاح أقسام تعليم اللغات (الإنجليزيّة والفرنسيّة والإسبانيّة) في المعاهد الشرعية التابعة للشيخ النقشبندي (أحمد كفتارو)، وهذه الأقسام تستقبل الطلبة الناطقين بهذه اللغات أو تُعلِّم الطلبة العرب هذه اللغات كي يقوموا بالتدريس في هذه الدُّول بعد ذلك([5]).

وفي يناير (2003م) أُعلن عن تأسيس الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية([6]).

وفي (12/7/2003م) نظَّم المركز الثقافي الأوروبي البلغاري ندوةً حول أدب التَّصوف في الإسلام([7]).

وفي عام (2003م) تم افتتاح كليّة دار العلوم الشرعية بالحُديدة الشهيرة بجامعة مرعي، والتي يقدر عدد طلابها بـ(3000) طالب وطالبة.

وقد قامت الكلية على هدفين:

أ- تقرير التَّصوف وترسيخ العقيدة الصُّوفية في نفوس الطلاب بما تحمله من بدع وشرك وخرافات.

ب- تأهيل الطلاب ممن تربوا على العقيدة الصُّوفية ليكونوا علماء وقضاة ومدرسين، ومن ثمَّ تولي المناصب وأماكن التوجيه في المجتمع والتأثير فيه بكل وسيلة([8]).

وفي أغسطس (2003م) الموافق جمادى الآخرة (1424هـ) صدر للصُّوفية العدد الأول من: (مجلة البحوث والدراسات الصُّوفية) وهي من مطبوعات العشيرة المحمديَّة بمصر، وتقع في نحو (600) صفحة، وتصدر عن المركز العلمي الصوفي الذي يهدف إلى (إحياء التصُّوف في الأمَّة، ونشـره على كافة مستوياتها، وبين كل فئاتها، وفي مختلف أوجه أنشطتها)!([9]).

ويبرز بين أعضاء لجنة التّحكيم في المجلة الدكتور (محمَّد سعيد البوطي) والدكتور (محمَّد علوي المالكي توفي عام 1425هـ).

وفي عام (2003م) شَهِدتْ مدينة (الإسكندرية) في الفترة من (18-21 إبريل) المؤتمر العالمي للطَّريقة الشَّاذليَّة بمدينة الإسكندريَّة، وقد انعقدت جلسات المؤتمر بمكتبة الإسكندريَّة بالتَّعاون مع (منظَّمة اليونسكو) و(المركز الوطني الفرنسي للبحوث والدِّراسات العلميَّة) و(المعهد الفرنسي لآثار الشرقيَّة) و(الوزارة الفرنسيَّة للبحث العلمي) و(وزارة الخارجيّة الفرنسيّة) و(دار العلوم الإنسانية بفرنسا) وأخيرًا (وزارة السياحة المصريّة)([10]).

وفي أوائل 2004م استضافت وزارة الثقافة الدنماركية علماء ومشايخ الطريقة الفارضية وعقدت مؤتمرًا دوليًّا استمر أكثر من عشرين يومًا تحت عنوان "الإسلام الصوفي بين الماضي والمستقبل" ([11]).

وفي سبتمبر من عام (2004م) تم افتتاح أول أكاديميَّة للصوفيَّة في مصر([12]).

وفي عام (2004م) أُقيمَت على مدى عشرين يومًا محاضراتٍ عن الحلَّاج وابن عربي وابن الفارض في الدانمارك([13]).

يقول الدكتور عمّار حسن:

(وفي الفترة الأخيرة في مصر ظهر جليًّا تقرُّب الحكومة من المتصوِّفة، وتقرُّب المتصوفة من الحكومة، بل والسَّعي من الطرفين للتقارب، فقد خلقت الظروف الملائمة للتحالف ضدّ الجماعات الإسلاميّة أمام الرأي العام باعتبارها طرحًا دينيًّا له مكانته عند المصريين، بينما هي تحتمي بالنظام ضد ممارسات الجماعات السَّلفية التي ترى تحريم رفع القِبَاب على القبور وتحريم الطَّواف بها وعبادتها، والتي تتعيّش الجماعات الصُّوفية على بثِّها بين الناس، والتي لولاها لتقوَّض ركنٌ ركينٌ من أركان التَّصوف، ومن هنا فقد حرصت السلطة السياسية على حضور الموالد والاحتفالات الصوفية، بل وصار شيخ مشايخ الصُّوفية أبو الوفاء التفتازاني عضوًا في الحزب الحاكم ورئيسًا لعدة لجان داخل جهاز الدَّولة، بل وحرص رئيس الدولة بنفسه على الصّلاة في مساجد الأولياء مثل سيِّدنا الحُسين والسيِّد البدوي)([14])([15]).

وفي (9/1/2004م) أُعلِنَ في العراق عن تشكيل «الأمانةِ العليا للإفتّاء والتَّدريس والبحوث والتصُّوف الإسلامي» والتي من أهدافها «إنشاء المدارس الدينية ودعم الطَّرق الصُّوفية»([16]).

وفي (10/9/2004م) أُقِيمَ مؤتمر هو اللقاء الأول من: (لقاءات سيدي شيكر العالَميَّة للمنتسبين إلى التصُّوف) تحت الرِّعاية السَّامية لجلالة الملك محمَّد السَّادس، حيث اجتمع في هذا اللقاء لفيفٌ من أرباب التصُّوف وعلى رأسهم (محمَّد هشام قبَّاني) وقد وجَّه الملك (محمَّد السَّادس) رسالةً للملتقين يقول فيها: (نودُّ الإعراب عن إشادتنا بالفكرة التي تؤمنون بها والغاية النَّبيلة التي تجهدون أنفسكم لتحقيقها).

ثم يعدِّد مناقب صوفية المغرب قائلًا: (فإنّ ثلاثة أمور جليلة جديرة بالإشارة في هذا المقام: أولها: مُساندة الإمامة الشَّـرعية في القيام بأعبائها، مع الحفاظ على الوحدة المذهبيّة المالكيّة والعقيدة الأشعريّة والانفتاح، وثانيها: تحرير النفوس من حبِّ الرئاسة المغرضة، وترويضها على الشُّكر لله، ونبذ أنواع الأنانية والطُّغيان، وثالثها: تخريج ثُلَّةٍ من الرَُّواد الذين لم تتناقض في أذهانهم النوازع الكونية مع التحلي بالروح الوطنية الخالصة)([17]).

وفي ديسمبر من عام (2004م) أُقِيَم في عاصمة مالي (باماكو) «المؤتمر العالمي الأول للطُّرق الصُّوفية بغرب أفريقيا» تحت شعار: (التَّصوف أصالة وتجدد)([18]).

اهتمام استشراقي بحياة الحلاج:

وقد صدرت عن دار الجمل بألمانيا ترجمةٌ عربيةٌ لنسخة من كتاب (التَّصوف الإسلامي) للمؤلِّف السُّويدي (تور أندريه) يتناول فيه حياة وتاريخ أبرز المتصوِّفين المسلمين (الحسين بن منصور الحلاَّج) الذي صُلِبَ في بغداد يوم (26) مارس/ آذار عام (922م).

وذكر «أندريه» أنَّ هذا الحدث المأساوي أثار أنظار المستشـرقِ الفرنسـي (لويس ماسينيون)([19]) (1883-1962م) بحيث بدا وكأنَّ الحلاَّج يبعث من جديد بعد أن جمع ماسينيون كل ما في مكتبات أوروبا والشَّرق الأوسط عنه مقتفيًا أثره فيما يزيد على (2000) بحث من الشَّرق والغرب، فكانت الحصيلة عملًا جبّارًا مُدهِشًا يشتمل على (900) صفحة تسلِّط الضوء على حياة هذا الصُّوفي المسلم([20])([21]).

وقد كلفت دار «هردر» الألمانية، الدَّكتور نَصْر أبو زيد بتأليف كتاب عن ابن عربي ضمن سلسلةٍ عن أعلام الرَّوحانيَّة في الشَّرق والغرب([22]).

وقد تُرجمت تائيَّة ابن الفارض إلى الألمانية في مدينة فيينا، كما ترجمها إلى الإيطاليَّة (أكنيزوا) في روما وإلى الإنجليزيّة (نيكلسون)([23]).

ومؤخرًا ترجم الصُّوفي الأمريكي حمزة يوسف قصيدة البُردة إلى الإنجليزية([24]).

وفي عام (2005م) بدأ بمكتبة الإسكندرية المؤتمر الدَّولي الثاني لمركز المخطوطات الموقعة، والذي يضمُّ مجموعة مخطوطات نادرة محفوظة في عواصم عربيَّة وأجنبيَّة بخطِّ مؤلِّفيها أو توقيعهم في مجالات تُشير إلى ما يعتبره الباحثون ثراءً في التراث العربي، ومن أهمِّ الكتب (الفتوحات المكيَّة) البالغة (37) جزءًا بخطِّ يد الشَّيخ الأكبر ابن عربي (نحو 1164-1240)([25]).

ونحن حينما نذكر هذه الكتابات هاهنا فإننا نبين أنَّ شخصية الحلَّاج وابن عربي تمثل التَّصوف الغالي الذي يراد إحياؤه من جديد, فلماذا هذا الاهتمام إن لم يكن لإبراز الوجه الآخر لتاريخ المسلمين، وليستمر الضَّالون في ضلالهم

وفي (16/4/2005م) أَصدرَت مجلة روز اليوسف ملفًا كاملًا عن الصُّوفية وصدَّرت الملف بقولها: (يجب أن نعترف بالإهمال والتقصير.. الإهمال؛ لأنَّنا أهملنا كتلة إسلاميَّة ضخمة منتشرة في كل قرى ومدن وربوع مِصر.. وهي الطُّرق الصُّوفية.. والتقصير؛ لأنَّنا لم نمدْ لهم أيادي العون، وتركناهم يواجهون اتّهامات بالتَّشويه قامت بها وما زالت جماعات وتيَّارات إسلامية... ثم تقول: وفي هذا الملف نعيد الاعتبار إلى الصُّوفية، ونكشف جوهرها وفلسفتها، ونجري حواراتٍ مع شيوخها وعلى رأسهم شيخ مشايخها، ونبحث في جذورها وإرشاداتها في أنحاء العالم الإسلامي، ونكشف أسبابَ وأسرارَ الهجوم، كل ذلك من أجل إسلامٍ نقيٍّ وسطيٍّ معتدلٍ يواجه التَّطرف الدِّيني وينأى بنفسه عن التوظيف السياسي لتحقيق المصالح الخاصة)([26]).

وفي (26) ذي الحِجَّة (1425هـ) تم افتتاح (مركز الروحة للتَّعلم والتعليم) بجدة وهو من المراكز الصُّوفية([27]).

وفي(5) يوليو (2005م) أُقِيمَ مؤتمر (حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر) الذي بدأ أعماله في العاصمة الأردنيَّة (عَمَّان) برعاية العاهل الأردني الملك (عبد الله الثاني) وقد قرَّر في خطابه فكرة التصوف واصفًا له بالتصوف المعتدل، فقال: (لقد أفتى شيخ الأزهر بأن الفكر الصُّوفي المعتدل مقبول ما دام يستند إلى الشهادتين، ذلك أن الاعتراف بالمذاهب هو اعتراف بمنهجيَّة الإفتاء وتحديد من هو المؤهَّل لهذه المهمَّة، مما يؤدي إلى عدم تكفير بعضنا بعضًا، وإغلاق الباب أمام الجاهلين الذين يمارسون أعمال القتل والإرهاب باسم الإسلام والإسلام منها بريء)([28]).

وفي الفاتح من سبتمبر من عام (2005) أقامت الجماهيرية الليبيَّة مؤتمرًا دوليًّا بعنوان (الطُّرق الصُّوفية في أفريقيا حاضِرها ومستقبلها) ومن أهداف المؤتمر اقتراح الخطط والوسائل والبرامج التي تساعد على تفعيل دوره، أما شِعار المؤتمر فهو: (معًا من أجل تفعيل دور الطُّرق والزَّوايا الصُّوفية في أفريقيا)([29]).

وفي (6/يونيو /2005) أُقِيمتْ ندوة في القاهرة بعنوان: التَّصوف ودوره في الإصلاح([30]).

وفي (13/فبراير /2006م) أُقِيمتْ حلقة نقاشيَّة بعنوان: (التَّصوُّف في مقابل التَّطرُّف) تحت رعاية الجمعية العالميَّة للدعوة بالاشتراك مع مشيخة الطرق الصُّوفية([31]).

وفي (12 -14 نوفمبر 2005م) عُقد في تلمسان الجزائريَّة مؤتمر علمي دولي حول الصُّوفيَّة، تم اختيار الموقع لاحتوائه على ضريح «سيدي بومديان الشّعيب» الذي أدخل الصوفية إلى الجزائر([32]).

وفي (أكتوبر 2006م) استضافت مستغانم الجزائريَّة المنتدى الدَّولي الأول للسمعة الرُّوحية والصُّوفية([33]).

وفي (إبريل/2006م) انعقد المؤتمر الدولي الأول حول دور الزَّوايا المغاربيَّة، وكان من ضمن توصيات المؤتمر إنشاء مركز متخصص في الدِّراسات والأبحاث في مجال المؤسسات الإسلامية والزوايا لتفعيل دورها([34]).

وفي يوميِّ الأربعاء والخميس (26-27/4/2006م) عقدت أكاديميَّة القاسمي بالاشتراك مع الجامعة العبريَّة في القدس مؤتمرًا هو الأول من نوعه برعاية ما يطلق عليه: (دولة إسرائيل) حول: (التصوف في فلسطين في الماضي والحاضر)، جرت أحداث اليوم الأول في قاعة مئيرسدورف في الجامعة العبريَّة في القدس([35]).

وفي (نوفمبر -2006م) أقيم الملتقى الدولي للإخوان التجانيين الذي احتضنته ولاية الأغواط مقر الخلافة العامَّة للطَّريقة التجانية([36]).

يقول معدُّ التقرير في موقع العربيَّة نت معلقًا على هذا المؤتمر: (فإن الرِّسالة المبطنة كانت ولا تزال التمكين للفكر الصُّوفي في مواجهة الفكر السَّلفي، ووفق هذا المنطق يكون ملتقى التجانية بعين ماضي قد أسس لعمل طويل المدى الهدف منه محاصرة الإسلام الجهادي والتوجه السلفي)([37]).

وفي (ديسمبر /2006م) اختتم المنتدى الدَّولي الثَّالث حول الصُّوفية، الحدث استقطب (40) أكاديميًّا وباحثًا في الجزائر وتونس والمغرب ومصـر والولايات المتَّحدة الأمريكيَّة وألمانيا وإيران وفرنسا وبلغاريا والصَّين.

وفي (8/5/ 2007) أُعلِنَ عن إنشاء المجلس الصُّوفي العالمي بالقاهرة([38]).

وفي (2/ يوليو /2007) عُقِدَ بالمغرب مؤتمرٌ جمع رجالات الطَّريقة التجانية من أكثر من أربعين دولة وقد تعاهدوا على نشـر طريقتهم في أفريقيا خاصَّة في السَّاحل والعُمق الأفريقي.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر التجاني التأكيد على «رعاية الدولة العَلَويَّة (الأسرة الحاكمة بالمغرب) لمشايخ الطريقة التجانية ومساعدتهم على نشر التربية الرُّوحية وترسيخ قيم الإسلام المثلى – على حدِّ زعمهم - وبخاصة في السَّاحل وفي العُمق الأفريقي»([39]).

وفي (31 آب/أغسطس-2007) أعلنت منظمة اليونسكو احتفالًا بالعيد الثمانيمائة لولادة الشَّاعر الفيلسوف والمعلّم الروحي-حسب المنظمة- جلال الدِّين الرُّومي شيخ الطريقة المولويَّة،ويشارك في إحياء هذه الذكرى أكثر من (18) بلدًا تمتد من الأرجنتين وصولًا إلى أندونيسيا، يتم خلالها التعريف بالرَّجل وبأشعاره وتقديم الحضرة المولوية والموسيقى الصُّوفية([40]).

وفي (11/9/2007) أُقِيمَ الطبعة الرابعة للملتقى الدَّولي للتَّصوُّف في الجزائر برعاية الحكومة الجزائريَّة، وكان شِعار الملتقى تصوُّف-ثقافة –موسيقى-شريعة-طريقة-حقيقة-أصداء ومواقف([41]).

في 2008م وأثناء انعقاد مؤتمر عن دور الصوفية أمام تحديات العصر أعلن محمد علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية إنشاء قناة صوفية في يناير 2009م.

يقول الدكتور جعفر إدريس معلقًا على قيام هذه القناة: (إنني أخشى أن يكون وراء هذه القناة الفضائية الجديدة بعض الجهات الخفية، فعندما كنا في أمريكا كنا نكاد نرى تشجيع من الحكومة الأمريكية للحركات الصوفية لكي تقف في وجه الحركات السنية الصحيحة، وأخشى أن يكون هذا الأمر من هذا النوع بهدف مواجهة حالة الانتباه لأهمية الإعلام بمختلف وسائله التي سرت بين فصائل الصحوة الإسلامية في الآونة الأخيرة بالكثير من دولنا العربية والإسلامية)([42]).

إنَّ هذه المؤتمرات والفعاليات المتلاحقة حول التَّصوُّف تنبي أن وراء الأكَمَة ما وراءها، وأن الأُمَّة مقبلة على مدٍّ صوفيٍّ يراد إحياؤه من جديد بعد أن بدأ بالخمود، سواءً أكان هذا التحرُّك ذاتيًّا من قبل الجماعات الصُّوفية، أم هو بتحريكٍ غربيٍّ عربيٍّ، فالخطر العقائدي لا يزال قائمًا.

يقول الباحث الدكتور عامر النَّجار: (إنه قد يكون مما ساعد على انتشار الطُّرق الصُّوفية في مصر انتشارًا عجيبًا، واندفاع عشرات الألوف من المصـريين للانضمام تحت لواء هذه الطرق هو تشجيع الحُكَّام أنفسهم لحركات الطُّرق الصُّوفية، ليشغلوا الشَّعب المصـري عن التفكير في أحوال البلاد، فبدلًا من أن ينشغل الإنسان المصريُّ بالتفكير في ظروفه الاجتماعية والاقتصادية السَّيئة، بدلًا من أن يفكر في فقره وبلائه، بدلًا من أن يفكر في طريقةٍ للخَلاَص من وضعه السَّيئ بالثورة على الحاكم، فإن الحاكم نفسه يعمل على شغل فكره من خلال تشجيعه إلى الانضمام إلى إحدى الطُّرق الصُّوفية، فيجد عالمه وخلاصه في رحاب الطَّريق، وهكذا انشغل المصريون كلُّهم في هذه الحقبة من الزَّمن بالطُّرق الصُّوفية وتركهم الحُكَّام)([43]).

ومن البَدَهيِّ أن نقول: إنَّ هذه المؤتمرات بكوادرها وأوراق العمل التي تعرض فيها هي برامج للتَّنفيذ والعمل المباشر، وهذا ما نلحظه من خلال الواقع الذي نعيشه.


الهوامش:



([1]) وكالة الأنباء الفرنسية - الثلاثاء (12/4/1422هـ) - الموافق: (3/7/2001م).

([2]) صحيفة الشرق الأوسط (10/12/2001م).

([3]) انظر: صحيفة الشرق الأوسط الأربعـاء (4/1/1422 هـ) (28/3/ 2001م) العدد (8156).

([4]) جريدة الشرق الأوسط الأحـد 20 شعبـان 1423 هـ 27 أكتوبر 2002 العدد 8734 شارك فيها حوالي ثمانية وعشرين مفكرًا وباحثًا مختصًّا من: إنجلترا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية، الكويت، قطر، تونس، الجزائر والمغرب..

([5]) وكالة الأنباء الفرنسية - سبتمبر (2002م).

([6]) صحيفة الوطن السعودية الجمعة (30 ربيع الأول 1427هـ) الموافق (28 إبريل 2006م) العدد (2037) السنة السادسة.

([7]) انظر صحيفة الشرق الأوسط السبـت (13 جمـادى الأولـى 1424هـ) الموافق: (12 يوليو 2003م) العدد (8992)، المحاضران هما  الكسندر فسلينوف والبروفيسور تسفيتان تيوفانوف الأستاذ في قسم الاستشراق بجامعة صوفيا، ومما يذكر أن الأساتذة فسلينوف وتيوفانوف وبليف كانوا قد أشهروا إسلامهم في أوقات سابقة وينشطون حاليًا في مجال نشر الحقيقة عن الدين الحنيف في أوساط الرأي العام في بلغاريا.

([8]) www.alsoufia.com. أنشئت الكلية عام (1413-1992م) ولكن افتتاح الأقسام واكتمال العمل بها كان في التاريخ المشار إليه.

([9]) مجلة البحوث والدراسات الصوفية، العدد الأول من مقدمة المجلة.

([10]) انظر: مجلة البحوث والدراسات الصوفية - العدد الأول (ص:595).

([11]) جريدة اللواء 27/11/2007

([12]) نشـر في (14-7-2004م) على موقع إسلام أون لاين.نت http://www.islamonline.net، وانظر أخبار الأكاديمية على هذا الرابط: www.asheira.org\news.php.

([14]) الصوفية والسياسة (ص:104).

([15]) يقول شعراوي جمعة وزير داخلية مصر في عهد ناصر: (حينما مات ناصر كان علينا وسط مشاهد الحزن ومشاعره الفياضة أن نعمل على وضع ترتيبات خاصة لحماية الجثمان، فقد وصلتنا معلومات تفيد بأن الطرق الصوفية ستتكالب على النعش وتخطفه لتطوف به كافة مساجد وأضرحة أولياء الله الصالحين في القاهرة) شعراوي جمعة وشهادته للتاريخ، صحيفة العربي، السنة الأولى العدد (47) (ص:9).

([16]) صحيفة الشرق الأوسط - الجمعـة (16/11/1424هـ) الموافق: (9/1/2004م)، العدد (9173).

([17]) وكالة الأنباء المغربية في (10-9-2004م).

([18])www.alelam.net/policy/details.php?id=1760&country=1&type=N.

([19]) لويس ماسينون الفرنسي Massignon, L (1883م - 1962م) يعد هذا المستشرق من أخطر المستشرقين الفرنسيين الذين مروا على المنطقة، وقد تعرف على كبار المستشرقين أمثال (جولد زيهر) و(سنوك هرجرونجه) و(لو شاتيليه) الذي هو أحب أساتذته إليه في الاستشراق، وقصد بغداد حيث صادف العالم (الألوسي) ثم عاد إلى القاهرة عام (1909م) واستمع إلى دروس الأزهر بالزي الأزهري، وانتدبته الجامعة المصرية أستاذًا لتاريخ الفلسفة (1912م - 1913م)، ثم رحل إلى الحجاز والقاهرة والقدس (1917م - 1919م) وأقام في القدس وبيروت وحلب ودمشق والأستانة، ثم رجع إلى باريس وحصل على الدكتوراه عام (1922م)، وتولى تحرير مجلة العالم الإسلامي ذات الطابع التنصيري (1919م) ومجلات أخرى.

وهو مع هذا رجل عسكري، فهو مستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شئون شمالي أفريقيا وقد خدم بالجيش الفرنسي خمس مرات في الحرب العالمية الأولى، وهو أستاذ جامعي حيث حاضر في تاريخ الفلسفة أربعين محاضرة، وتدريسه كان في (الكوليج دي فرانس)، وقد كان عضوًا في عدد من المجامع،= =فهو عضو في الجمعية الآسيوية، والمجمع العلمي العربي في دمشق (1920م)، والمجمع اللغوي المصري (منذ إنشائه 1933م).

وأبرز ما تتميز به هذه الشخصية الطابع التنصيري، فهو الراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر، ووضع اتجاهه التنصيري البارز في خدمة السياسة الاستعمارية الفرنسية حينذاك.

وما تخصصه في الفلسفة والتصوف (الحلاجي) وتأليفه فيهما سوى لتوظيفهما في النشاط التنصيري السياسي الظاهر والخفي وتدعيمًا للتصوف الغالي، فقد كتب عن: آلام الحلاج المقتول (309هـ) ومذهب الحلاجية (1909م)، والحلاج والشيطان في نظر اليزيدية، وكتابا اليزيدية المقدسان (1911م)، وتاريخ تأليف رسائل إخوان الصفا (1913م)، وأربعة نصوص متعلقة بالحلاج (1914م)، وآلام الحلاج شهيد التصوف في الإسلام، أول رسالة دكتوراه من السوربون (1922م)، والتجربة الصوفية والأساليب الأدبية (1927م). وفي الفلسفة بالإضافة إلى ما سبق: تاريخ المصطلحات الفلسفية بالعربية (ما زالت مخطوطة)، وترجمة ابن سينا لابن سبعين (تحقيق)، وابن سبعين والنقد النفساني (1928م)، والفلسفة وما وراء الطبيعة في التصوف الحلاجي (1950م). واتسعت دراساته في الفرق الباطنية وبعض جوانبها مثل: القرامطة، والخطابية، والمتنبي والعصر الإسماعيلي في الإسلام (1935م)، وإمام العصر الإسماعيلي في الإسلام (1936م)، وثبت مراجع عن القرامطة (1939م). ودراسته الإسلامية والفكرية قليلة مثل: المسيح في الأناجيل حسب الغزالي (1932م)، والزمن في التفكير الإسلامي (1953م)، وأهل الكهف في المسيحية والإسلام (1955م)، وتاريخ العلم عند العرب (1957م).. لقد كان ماسينون (مستعمرًا نشطًا يؤمن بالسياسة الاستعمارية للمارشال ليوتي في المغرب، وعمل على تنفيذها لتأييد سياسته (البربرية) في مراكش، بعد أن وجد ما يسوغها من الناحية الفكرية، ليس هذا فحسب، بل بتأييد الاستراتيجية الفرنسية لدمج المغرب مع فرنسا، ولم يكتف بما قامه في المغرب العربي وإنما لحق بسورية واتصل بأهل الساحل السوري وجبال العلويين، وكاد يقنعهم بولاء فرنسا لهم وبولائهم لفرنسا، وإمكان فصلهم عن جسم سورية بدولة خاصة بهم، وتعزل سورية في مناطق داخلية لا يربطها بالعالم ساحلها أو بحرها، والعجب أن هذا الرجل هو الذي أثر في مسيرة شيخ الأزهر عبد الحليم محمود وأقنعه بدراسة التصوف في جامعة السوربون، وهو الذي أقنع الدكتور عثمان يحيى بكتابة الدكتوراه حول مؤلفات ابن عربي وتاريخها في سفر ضخم وصل إلى تسعمائة صفحة، وأشرف على الرسالة بنفسه، أما تمويل الأطروحة فكان من المركز القومي للبحوث العلمية في باريس= =ومنظمة اليونسكو، وترجم هذه الأطروحة إلى العربية شيخ الأزهر د. أحمد الطيب.. وقد كتب د. عبد الرحمن بدوي ترجمة مفصلة عن جوانب عديدة في شخصيته وحياته ودراساته وتدريسه، للمزيد عن هذا الرجل انظر كتاب: مستشرقون (سياسيون - جامعيون - مجمعيون) تأليف: نذير حمدان، مكتبة الصديق الطائف، (ط.1408هـ)، ص(193-211). وكتاب عبد الحميد بن باديس حياته وآثاره د.عمار الطالبي (1/50).

([21]) جاء في مقدمة شرح ديوان الحلاج للدكتور كامل مصطفى الشيبي رواية يرويها قس سرياني عراقي مقيم في باريس يدعى دهان الموصلي، يقول هذا القس: إن المستشرق لويس ماسينون كلفه في ربيع (1953م) بإقامة قداس خاص على روح الحسين بن منصور الحلاج في البيعة التي يشرف عليها في العاصمة الفرنسية يوم ذكرى وفاته, ويذكر الموصلي أنه دهش لطلبه وذكره بأن الحلاج كان مسلمًا، فقال ماسينون: الحلاج رجل متصوف روحاني، وأن فوارق الأديان لا يحسب لها حساب في حالته, انظر: المقال الذي كتبه جهاد فاضل في مجلة الحوادث العدد (1420).

([22]) صحيفة النهار، الأربعاء (2 يويو / تموز 2003م).

([23]) بدوي: تاريخ التصوف (ص:30).

([24]) حمزة يوسف هانسن.. أمريكي الأصل.. مالكي المذهب.. من عائلة مثقفة؛ فوالده أستاذ لمادة= =الإنسانيات في جامعة هارفارد.. وأمه خريجة جامعة بيركلي العريقة.. أما جده فكان عمدة لإحدى مدن كاليفورنيا.. قرر في السابعة عشرة من عمره أن يسلم .. فترك دراسته الجامعية التي كان قد أوشك على الانتهاء منها ليذهب في جولة لعشر سنوات في المنطقة العربية.. عاد لأمريكا وأسس معهد الزيتون الذي يتبعه ستة فروع في أمريكا، وهو من الصوفية النشيطين جدًّا، دعا في برنامج له على قناة (mbc) إلى إمداد الفلسطينيين بالأكل والشرب ومنع الأسلحة عنهم. انظر: موقع إسلام أون لاين (4/7/2004م).

([25]) رويترز، الثلاثاء (17/3/1426هـ) الموافق: (26/4/2005م).

([26]) مجلة روز اليوسف العدد (4010) (16/4/2005م).

([27]) صحيفة البلاد العدد (17644).

([28]) انظر: صحيفة الرياض - الثلاثاء (28) جمادى الأولى (1426هـ) - (5) يوليو (2005م) - العدد (13525).

([29]) http: //www.libsc.org/LSC/elan1.htm.

([30]) انظر موقع العشيرة المحمدية على شبكة الإنترنت.

([31]) صحيفة اللواء الأردنية الاثنين (13 /فبراير /2006) العدد رقم: (1693).

[32]))    http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/ newsbriefs/general/2005/10/17/ newsbrief-04

[33])) http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ ar/features/awi/newsbriefs/general/2006/10/8/ newsbrief-06

([34]) صحيفة الوطن السعودية الجمعة 30 ربيع الأول 1427هـ الموافق 28 أبريل 2006م العدد (2037) السنة السادسة.

([35]) http://www.qsm.ac.il/news/template.asp?id=1117

([36]) http://www.alarabiya.net/Articles/2006/11/29/29482.htm

([38]) http://www.moheet.com/asp/show_g.asp?pg=1&lc=68&lol=1945934

([39]) رويترز (2/7/2007).

[40])) الخبر في موقع المنظمة في التاريخ المذكور، وانظر: وكالة اكي الإيطالية في (31/أغسطس /2007).

([41]) ذكر المؤتمر وسائل الأنباء، انظر مثلًا: http://www.entv.dz/ar/culture/index?voir=2923

([42]) انظر مجلة الصوفية العدد التاسع.

([43]) الطرق الصوفية في مصر د.عامر النجار (282).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
النشاط الصوفي بعد أحداث «11» سبتمبر (1).doc doc
النشاط الصوفي بعد أحداث «11» سبتمبر (1).pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى